كتاب: لسان العرب ***

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


مسر‏:‏ مَسَرَ الشيءَ يَمْسُرُه مَسْراً‏:‏ استخرجه من ضيق، والمَسْرُ فعل الماسِرِ‏.‏ ومَسَرَ الناسَ يَمْسُرُهُمْ مَسْراً‏:‏ غَمزَ بهم‏.‏ ويقال‏:‏ هو يَمْسُرُ الناسَ أَي يُغْرِيهِمْ‏.‏ ومَسَرْتُ به ومَحَلْتُ به أَي سَعَيْتُ به‏.‏ والماسِرُ‏:‏ الساعِي‏.‏

مستفشر‏:‏ من المعرّب‏:‏ المُسْتَفْشارُ، وهو العسَل المعتَصَرُ بالأَيدي إِذا كان يسيراً، وإِن كان كثيراً فبالأَرجل؛ ومنه قول الحجاج في كتابه إِلى بعض عماله بفارس‏:‏ أَن ابْعَثْ إِليّ بعَسَلٍ من عسَلِ خُلاَّر، من النحْلِ الأَبْكار، من المُسْتفْشار، الذي لم تمسَّه نار‏.‏

مشر‏:‏ المَشْرَةُ‏:‏ شِبه خُوصة تخرج في العِضاه وفي كثير من الشجر أَيام

الخريف، لها ورقٌ وأَغصان رَخْصَة‏.‏ ويقال‏:‏ أَمْشَرَت العِضاهُ إِذا خرج

لها ورق وأَغصان؛ وكذلك مَشَّرَتِ العضاه تمشيراً‏.‏ وفي صفة مكة، شرفها الله‏:‏

وأَمْشَرَ سَلَمُها أَي خرج ورَقُه واكتسى به‏.‏ والمَشْرُ‏:‏ شيءٌ كالخوص

يخرج في السَّلَم والطَّلْحِ، واحدته مَشْرَةٌ‏.‏ وفي حديث أَبي عبيد‏:‏

فأَكلوا الخبط وهو يومئذ ذو مَشْرٍ‏.‏ والمَشْرَةُ من العُشْبِ‏:‏ ما لم يَطُلْ؛ قال الطرماح بن حكيم يصف أُرْوِيَّةً‏:‏

لها تَفَراتٌ تَحْتَها، وقُصارُها

إِلى مَشْرَةٍ، لم تُعْتَلَقْ بالمَحاجِنِ

والتَّفَرات‏:‏ ما تَساقَطَ من ورَقِ الشَّجَرِ‏.‏

والمَشْرَةُ‏:‏ ما يَمْتَشِرُه الراعي من ورق الشجر بِمِحْجَنِهِ؛ يقول‏:‏

إِن هذه الأُرْوِيَّةَ ترعى من ورق لا يُمْتَشَرُ لها بالمحاجن، وقُطارُها

أَن تَأْكُلَ هذه المَشْرَة التي تحت الشجر من غير تعب‏.‏

وأَرْضٌ ماشِرَةٌ‏:‏ وهي التي اهْتَزَّ نباتُها واسْتَوَتْ ورَوِيَتْ من المطرِ، وقال بعضهم‏:‏ أَرض ناشِرَةٌ بهذا المعنى؛ وقد مَشِرَ الشجرُ

ومَشَّرَ وأَمْشَرَ وتَمَشَّرَ‏.‏ وقيل‏:‏ التَّمَشُّرُ أَن يُكْسَى الورقُ

خُضْرةً‏.‏ وتَمَشَّرَ الشجرُ إِذا أَصابه مطرٌ فخرجت رِقَتُه أَي وَرَقَتُه‏.‏

وتَمَشَّرَ الرجلُ إِذا اكتسى بعد عُرْيٍ‏.‏ وامْرَأَةٌ مَشْرَةُ الأَعضاءِ

إِذا كانت رَبَّا‏.‏ وأَمْشَرَتِ الأَرضُ أَي أَخرجتْ نباتَها‏.‏

وتَمَشَّرَ الرجلُ‏:‏ استغنى، وفي المحكم‏:‏ رُؤِيَ عليه أَثر غِنًى؛ قال

الشاعر‏:‏

ولَوْ قَدْ أَتانا بُرُّنا ودقِيقُنا، تَمَشَّرَ مِنكُم مَنْ رَأَيناهُ مُعْدِمَا

ومَشَّرَه هو‏:‏ أَعطاهُ وكساهُ؛ عن ابن الأَعرابي‏.‏ وقال ثعلب‏:‏ إِنما هو مَشَرَه، بالتخفيف‏.‏ والمَشْرَةُ‏:‏ الكُِسْوَةُ‏.‏ وتَمَشَّرَ لأَهله‏:‏ اشترى

لهم مَشْرَةً‏.‏ وتَمَشَّرَ القومُ‏:‏ لبِسُوا الثِّيابَ‏.‏ والمَشْرَةُ‏:‏

الورَقَة قبل أَن تَتَشَعَّبَ وتَنْتشِر‏.‏

ويقال‏:‏ أُذُنٌ حَشْرَة مَشْرَةٌ أَي مُؤَلَّلَةٌ عليها مَشْرَةُ العِيقِ

أَي نَضارَتُه وحُسْنُه، وقيل‏:‏ لطيفَةٌ حَسَنَةٌ؛ وقوله‏:‏

وأُذْنٌ لها حَشْرَةٌ مَشْرَةٌ، كإِعْلِيطِ مَرْخٍ، إِذا ما صَفِرْ

إِنما عنى أَنها دَقِيقَةٌ كالورَقَةِ قبل أَن تَتَشَعَّب‏.‏ وحَشْرَةٌ‏:‏

مُحَدَّدَةُ الطرَف، وقيل‏:‏ مَشْرَةٌ إِتباع حَشْرَة‏.‏ قال ابن بري‏:‏ البيت

للنمر بن تولب يصف أُذن ناقته ورِقَّتها ولُطفها، شبهها بإِعْلِيطِ

المَرْخِ، وهو الذي يكون فيه الحب، وعليه مَشْرَةُ غِنى أَي أَثَرُ غِنى‏.‏

وأَمْشَرَت الأَرضُ‏:‏ ظَهَرَ نباتُها‏.‏ وما أَحسن مَشَرَتَها، بالتحريك، أَي

نَشَرَتَها ونباتَها‏.‏ وقال أَبو خيرة‏:‏ مَشَرَتُها ورَقُها، ومشْرَة الأَرضِ

أَيضاً، بالتسكين؛ وأَنشد‏:‏

إِلى مَشْرَةٍ لم تُعْتَلَقْ بالمَحاجِن

وتَمَشَّرَ فلان إِذا رُؤِي عليه آثارُ الغِنى‏.‏ والتَّمْشِيرُ‏:‏ حُسْنُ

نَباتِ الأَرض واسْتِواؤُه‏.‏ ومَشَرَ الشيءَ يَمْشُرُهُ مَشْراً‏:‏ أَظهره‏.‏

والمَشارَةُ‏:‏ الكَرْدَةُ؛ قال ابن دريد‏:‏ وليس بالعربي الصحيح‏.‏ وتَمَشَّرَ

لأَهله شيئاً‏:‏ تَكَسَّبَه؛ أَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

تَرَكْتُهُمْ كَبِيرُهُمْ كالأَصْغَرِ، عَجْزاً عَنِ الحِيلَةِ والتَّمَشُّرِ

والتَّمْشِيرُ‏:‏ القِسْمَةُ‏.‏ ومَشَّرَ الشيءَ‏:‏ قَسَّمَه وفَرَّقَه، وخَصَّ بعضُهم به اللحمَ؛ قال‏:‏

فَقُلْتُ لأَهْلي‏:‏ مَشِّرُوا القِدْرَ حَوْلكم، وأَيَّ زمانٍ قِدْرُنا لم تُمَشَّرِ

أَي لم يُقَسَّمْ ما فيها؛ وهذا البيت أَورد الجوهري عجزه وأَورده ابن سيده بكماله؛ قال ابن بري‏:‏ البيت للمَرَّارِ بن سعيدٍ الفَقْعَسِيِّ

وهو‏:‏وقُلْتُ‏:‏ أَشِيعَا مَشِّرا القِدْرَ حَوْلَنا، وأَيَّ زمانٍ قِدْرُنا لم تُمَشَّرِ

قال‏:‏ ومعنى أَشِيعَا أَظْهِرا أَنَّا نُقَسِّمُ ما عندنا من اللحم حتى

يَقْصِدَنا المُسْتَطْعِمون ويأْتينا المُسْتَرْفِدُون، ثم قال‏:‏ وأَيّ

زمان قِدْرُنا لم تمشر أَي هذا الذي أَمرتكما به هو خُلُق لنا وعادة في الأَزمنة على اختلافها؛ وبعده‏:‏

فَبِتْنا بِخَيْرٍ في كرامَةِ ضَيْفِنا، وبِتْنا نُؤَدِّي طُعْمَةً غَيْرَ مَيْسِرِ

أَي بِتْنا نُؤَدِّي إِلى الحيّ من لَحْمِ هذه الناقة من غير قِمارٍ، وخص بعضهم به المُقَسَّم من اللحم، وقيل‏:‏ المُمَشِّرُ المُفَرِّقُ لكل شيء‏.‏

والتَّمْشِيرُ‏:‏ النشاطُ لِلجماع؛ عن ابن الأَعرابي‏.‏ وفي الحديث‏:‏ إِنّي

إِذا أَكَلْتُ اللحمَ وجدت في نفسي تَمْشِيراً أَي نَشاطاً للجماع، وجعله

الزمخشري حديثاً مرفوعاً‏.‏ والأَمْشَرُ‏:‏ النَّشِيطُ‏.‏

والمُشَرَةُ‏:‏ طائِرٌ صغير مُدَبَّج كأَنه ثَوْبُ وشْيٍ‏.‏

ورجل مِشْرٌ‏:‏ أَقْشَرُ شديد الحُمْرَةِ‏.‏ وبنو المِشْرِ‏:‏ بَطْن من مَذْحج‏.‏

مصر‏:‏ مَصَرَ الشاةَ والناقَةَ يَمْصُرُها مَصْراً وتَمَصَّرها‏:‏ حَلَبها

بأَطراف الثلاث، وقيل‏:‏ هو أَن تأْخذ الضَّرْعَ بكفك وتُصَيِّرَ إِبهامَك

فوق أَصابِعِك، وقيل‏:‏ هو الحَلْبُ بالإِبهامِ والسَّبابةِ فقط‏.‏ الليث‏:‏

المَصْرُ حَلْب بأَطراف الأَصابع والسبابة والوسطى والإِبهام ونحو ذلك‏.‏ وفي حديث عبد الملك قال لحالب ناقَتِه‏:‏ كيف تَحْلُبها مَصْراً أَم فَطْراً‏؟‏

وناقة مَصُور إِذا كان لَبَنُها بطيء الخروج لا يُحْلَبُ إِلا مَصْراً‏.‏

والتَّمَصُّرُ‏:‏ حَلْبُ بقايا اللَّبَن في الضَّرْع بعد الدرِّ، وصار

مستعملاً في تَتَبُّعِ القِلَّة، يقولون‏:‏ يَمْتَصِرونها‏.‏ الجوهري قال ابن السكيت‏:‏ المَصْرُ حَلْبُ كل ما في الضَّرْعِ‏.‏ وفي حديث عليّ، عليه السلام‏:‏

ولا يُمْصَرُ لبنُها فَيَضُرَّ ذلك بولدها؛ يريد لا يُكْثَرُ من أَخذ

لبنها‏.‏ وفي حديث الحسن، عليه السلام‏:‏ ما لم تَمْصُرْ أَي تَحْلُب، أَراد أن تسرق اللبن‏.‏

وناقة ماصِرٌ ومَصُورٌ‏:‏ بطيئة اللبن، وكذلك الشاة والبقرة، وخص بعضهم به المِعْزى، وجمعها مِصارٌ مثل قِلاصٍ، ومَصائِرُ مثل قَلائِصَ‏.‏

والمَصْرُ‏:‏ قِلة اللبن‏.‏ الأَصمعي‏:‏ ناقة مَصُورٌ وهي التي يُتَمَصَّرُ لبنها أَي

يُحْلَب قليلاً قليلاً لأَن لبنها بَطِيءُ الخروج‏.‏ الجوهري‏:‏ أَبو زيد

المَصُورُ من المَعزِ خاصَّة دون الضأْن وهي التي قد غَرَزَتْ إِلا قليلاً، قال‏:‏ ومثلها من الضأْن الجَدُودُ‏.‏ ويقال‏:‏ مَصَّرَتِ العَنْزُ تَمْصِيراً

أَي صارت مَصُوراً‏.‏ ويقال‏:‏ نعجة ماصِرٌ ولَجْبَةٌ وجَدُودٌ وغَرُوزٌ أَي

قليلة اللبن‏.‏ وفي حديث زياد‏:‏ إِنّ الرجلَ لَيَتَكَلَّمُ بالكلمة لا يقطع

بها ذَنَبَ عَنْزٍ مَصُورٍ لو بلغت إِمامَه سَفَكَ دَمَه‏.‏ حكى ابن الأَثير‏:‏

المصور من المعز خاصة وهي التي انقطع لبنها‏.‏

والتَّمَصُّر‏:‏ القليل من كل شيء؛ قال ابن سيده‏:‏ هذا تعبير أَهل اللغة

والصحيح التَّمَصُّر القِلَّةُ‏.‏ ومَصَّر عليه العَطاءَ تَمْصِيراً‏:‏ قَلَّله

وفَرَّقَه قليلاً قليلاً‏.‏ ومَصَّرَ الرجلُ عَطِيَّتَه‏:‏ قَطَّعَها قليلاً

قليلاً، مشتق من ذلك‏.‏

ومُصِرَ الفَرسُ‏:‏ اسْتُخْرِجَ جَرْيهُ‏.‏ والمُصارَةُ‏:‏ الموضع الذي

تُمْصَرُ فيه الخيل، قال‏:‏ حكاه صاحب العين‏.‏ والتمصر‏:‏ التتبع، وجاءت الإِبل إِلى

الحوض مُتَمَصِّرة ومُمْصِرَة أَي متفرقة‏.‏ وغرة مُتَمَصِّرة‏:‏ ضاقت من موضع واتسعت من آخر‏.‏

والمَصْرُ‏:‏ تَقَطُّعُ الغزْلِ وتَمَسُّخُه‏.‏ وقَدِ امَّصَرَ الغزْلُ إِذا

تَمَسَّخَ‏.‏ والمُمَصَّرَةُ‏:‏ كُبَّةُ الغزْلِ، وهي المُسَفَّرَةُ‏.‏

والمِصْرُ‏:‏ الحاجِزُ والحَدُّ بين الشيئين؛ قال أُمية يذكر حِكْمة الخالق تبارك

وتعالى‏:‏

وجَعَلَ الشمسَ مِصْراً لا خَفاءَ به، بين النهارِ وبين الليلِ قد فَصَلا

قال ابن بري‏:‏ البيت لعدي بن زيد العبادي وهذا البيت أَورده الجوهري‏:‏

وجاعل الشمس مصراً، والذي في شعره وجعل الشمس كما أَوردناه عن ابن سيده

وغيره؛ وقبله‏:‏

والأَرضَ سَوّى بِساطاً ثم قَدّرَها، تحتَ السماءِ، سَواءً مثل ما ثَقَلا

قال‏:‏ ومعنى ثَقَلَ تَرَفَّعَ أَي جعل الشمس حَدًّا وعَلامةً بين الليلِ

والنهارِ؛ قال ابن سيده‏:‏ وقيل هو الحدُّ بين الأَرضين، والجمع مُصُور‏.‏

ويقال‏:‏ اشترى الدارَ بِمُصُورِها أَي بحدودها‏.‏ وأَهلُ مِصْرَ يكتبون في شروطهم‏:‏ اشترى فلان الدارَ بِمُصُورِها أَي بحدودها، وكذلك يَكْتُبُ أَهلُ

هَجَرَ‏.‏ والمِصْرُ‏:‏ الحدّ في كل شيء، وقيل‏:‏ المصر الحَدُّ في الأَرض

خاصة‏.‏ لجوهري‏:‏ مِصْر هي المدينة المعروفة، تذكر وتؤنث؛ عن ابن السراج‏.‏

والمِصْر‏:‏ واحد الأَمْصار‏.‏ والمِصْر‏:‏ الكُورَةُ، والجمع أَمصار‏.‏ ومَصَّروا

الموضع‏:‏ جعلوه مِصْراً‏.‏ وتَمَصَّرَ المكانُ‏:‏ صار مِصْراً‏.‏ ومِصْرُ‏:‏ مدينة

بعينها، سميت بذلك لتَمَصُّرِها، وقد زعموا أَن الذي بناها إِنما هو المِصْرُ بن نوح، عليه السلام؛ قال ابن سيده‏:‏ ولا أَدري كيف ذاك، وهي تُصْرفُ

ولا تُصْرَفُ‏.‏ قال سيبويه في قوله تعالى‏:‏ اهْبِطُوا مِصْراً؛ قال‏:‏ بلغنا

أَنه يريد مِصْرَ بعينها‏.‏ التهذيب في قوله‏:‏ اهبطوا مصراً، قال أَبو إِسحق‏:‏

الأَكثر في القراءَة إِثبات الأَلف، قال‏:‏ وفيه وجهان جائزان، يراد بها

مصرٌ من الأَمصار لأَنهم كانوا في تيه، قال‏:‏ وجائز أَن يكون أَراد مِصْرَ

بعينها فجعَلَ مِصْراً اسماً للبلد فَصَرفَ لأَنه مذكر، ومن قرأَ مصر بغير

أَلف أَراد مصر بعينها كما قال‏:‏ ادخلوا مصر إِن شاء الله، ولم يصرف لأَنه

اسم المدينة، فهو مذكر سمي به مؤنث‏.‏ وقال الليث‏:‏ المِصْر في كلام العرب

كل كُورة تقام فيها الحُدود ويقسم فيها الفيءُ والصدَقاتُ من غير مؤامرة

للخليفة‏.‏ وكان عمر، رضي الله عنه، مَصَّر الأَمصارَ منها البصرة والكوفة‏.‏

الجوهري‏:‏ فلان مَصَّرَ الأَمْصارَ كما يقال مَدّن المُدُنَ، وحُمُرٌ

مَصارٍ‏.‏ ومَصارِيُّ‏:‏ جمع مَصْرِيٍّ؛ عن كراع؛ وقوله‏:‏

وأَدَمَتْ خُبْزِيَ مِنْ صُيَيْرِ، من صِيرِ مِصْرِينَ أَو البُحَيْرِ

أَراه إِنما عنى مصر هذه المشهورة فاضطر إِليها فجمعها على حدّ سنين؛ قال ابن سيده‏:‏ وإِنما قلت إِنه أَراد مصر لأَن هذا الصِّيرَ قلما يوجد إِلا

بها وليس من مآكل العرب؛ قال‏:‏ وقد يجوز أَن يكون هذا الشاعر غَلِطَ بمصر

فقال مِصْرينَ، وذلك لأَنه كان بعيداً من الأَرياف كمصر وغيرها، وغلطُ

العربِ الأَقْحاح الجُفاةِ في مثل هذا كثير، وقد رواه بعضهم من صِيرِ

مِصْرَيْن كأَنه أَراد المِصْرَيْنِ فحذف اللام‏.‏ والمِصْران‏:‏ الكوفةُ

والبصْرةُ؛ قال ابن الأَعرابي‏:‏ قيل لهما المصران لأَن عمر، رضي الله عنه، قال‏:‏ لا

تجعلوا البحر فيما بيني وبينكم، مَصِّروها أَي صيروها مِصْراً بين البحر

وبيني أَي حدّاً‏.‏ والمصر‏:‏ الحاجز بين الشيئين‏.‏ وفي حديث مواقيت الحج‏:‏

لمَّا قُتِحَ هذان المِصْرانِ؛ المِصْر‏:‏ البَلَد، ويريد بهما الكوفةَ

والبَصْرَةَ‏.‏ والمِصْرُ‏:‏ الطِّينُ الأَحْمَرُ‏.‏ وثوب مُمَصَّرٌ‏:‏ مصبوغ بالطين

الأَحمر أَو بحُمْرة خفيفة‏.‏ وفي التهذيب‏:‏ ثَوْب مُمَصَّرٌ مصبوغ

بالعِشْرِقِ، وهو نبات أَحْمَرُ طيِّبُ الرائِحَةِ تستعمله العرائس؛ وأَنشد‏:‏مُخْتلِطاً عِشْرِقُه وكُرْكُمُهْ

أَبو عبيد‏:‏ الثياب المُمَصَّرَةُ التي فيها شيء من صفرة ليست بالكثيرة‏.‏

وقال شمر‏:‏ المُمَصَّرُ من الثياب ما كان مصبوغاً فغسل‏.‏ وقال أَبو سعيد‏:‏

التَّمْصِيرُ في الصَّبْغِ أَن يخرج المَصْبُوغُ مُبَقَّعاً لم يُسْتَحْكْم صَبْغُه‏.‏ والتمصير في الثياب‏:‏ أَن تَتَمَشَّقَ تَخَرُّقاً من غيرِ بلى‏.‏

وفي حديث عيسى، عليه السلام‏:‏ ينزل بين مُمَصَّرَتَيْن؛ المُمَصَّرَةُ من الثياب‏:‏ التي فيها صُفْرة خفيفة؛ ومنه الحديث‏:‏ أَتى عليٌّ طَلْحَةَ، رضي الله عنهما، وعليه ثَوْبانِ مُمَصَّرانِ‏.‏

والمَصِيرُ‏:‏ المِعى، وهو فَعِيلٌ، وخص بعضُهم به الطيرَ وذواتِ الخُفِّ

والظِّلْف، والجمع أَمْصِرَة ومُصْرانٌ مثل رَغِيفٍ ورُغْفانٍ، ومَصارِينُ جمع الجمع عند سيبويه‏.‏ وقال الليث‏:‏ المَصارِينُ خطأٌ؛ قال الأَزهري‏:‏

المصارين جمع المُصْران، جمعته العرب كذلك على توهُّم النونِ أَنها أَصلية‏.‏

وقال بعضهم‏:‏ مَصِير إِنما هو مَفْعِلٌ من صار إِليه الطعام، وإِنما

قالوا مُصران كما قالوا في جمع مَسِيل الماء مُسْلان، شبهوا مَفْعِلاً

بفَعِيل، وكذلك قالوا قَعود وقِعْدانٌ، ثم قَعادِينُ جمع الجمع، وكذلك توهموا

الميم في المصير أَنها أَصلية فجمعوها على مُصْران كما قالوا لجماعة

مَصادِ الجَبَل مُصْدانٌ‏.‏

والمِصْرُ‏:‏ الوعاء؛ عن كراع‏.‏ ومِصْرٌ‏:‏ أَحدُ أَولاد نوح، عليه السلام؛ قال ابن سيده‏:‏ ولست منه على ثقة‏.‏ التهذيب‏:‏ والماصِرُ في كلامهم الحَبْل

يلقى في الماءِ لِيَمْنَعَ السفُنَ عن السير حتى يُؤدِّيَ صاحبُها ما عليه

من حق السلطان، هذا في دجلة والفرات‏.‏ ومُصْرانُ الفارةِ‏:‏ ضرب من رديءِ

التمر‏.‏

مصطر‏:‏ المُصْطارُ والمُصْطارَةُ‏:‏ الحامض من الخمر؛ قال عديّ بن الرقاع‏:‏

مُصْطارَة ذهَبَتْ في الرأْسِ نَشْوَتُها،

كأَنَّ شارِبَها مما به لَمَمُ

أَي كأَنّ شاربها مما به ذو لمم، أَو يكون التقدير‏:‏ كأَنّ شاربها من النوع الذي به لمم، وأَوقع ما على من يعقل كما حكاه أَبو زيد من قول العرب‏:‏

سبحان ما يُسَبِّح الرعدُ بحمده، وكما قالت كفار قريش للنبي صلى الله عليه وسلم حين تلا عليهم‏:‏ إِنكم وما تعبدون من دون الله حصَبُ جهنم أَنتم

لها واردون؛ قالوا‏:‏ فالمسيح معبود فهل هو في جهنم‏؟‏ فأَوقعوا ما على من يعقل، فأَنزل الله تعالى‏:‏ إِن الذين سبقت لهم منا الحسنى أُولئك عنها مبعدون‏.‏

قال‏:‏ والقياس أَن يكون أَراد بقوله‏:‏ وما تعبدون، الأَصنام المصنوعة؛ وقال

أَيضاً فاستعاره للبن‏:‏

نَقْري الضُّيُوفَ، إِذا ما أَزْمَةٌ أَزَمَتْ، مُصْطار مَاشِيَةٍ لم يَعْدُ أَنْ عُصِرا

قال أَبو حنيفة‏:‏ جعل اللبن بمنزلة الخمر فسماه مصطاراً؛ يقول‏:‏ إِذا

أَجدب الناس سقيناهم اللبن الصَّرِيفَ وهو أَحْلى اللبَنِ وأَطيَبُه كما نسقي

المُصْطارَ‏.‏ قال أَبو حنيفة‏:‏ إِنما أُنْكِر قول من قال إِن المُصْطارَ

الحامِضُ لأَن الحامض غير مختار ولا ممدوح، وقد اختير المصطار كما ترى من قول عدي بن الرقاع وغيره؛ وأَنشد الأَزهري للأَخطل يصف الخمر‏:‏

تَدْمَى، إِذا طَعَنُوا فيها بِجائِفَةٍ، فَوْقَ الزُّجاجِ، عتِيقٌ غيرُ مُصْطارِ

قالوا‏:‏ المصطار الحديثة المتغيرة الطعم، قال الأَزهري‏:‏ وأَحسب الميم

فيها أَصلية لأَنها كلمة رومية ليست بعربية محضة وإِنما يتكلم بها أَهل

الشام ووجد أَيضاً في أَشعار من نشأَ بتيك الناحية‏.‏

مضر‏:‏ مَضَرَ اللَّبَنُ يَمْضُرُ مُضُوراً‏:‏ حَمُضَ وابْيَضَّ، وكذلك

النبيذ إِذا حَمُضَ‏.‏ ومَضَرَ اللبنُ أَي صار ماضِراً، وهو الذي يَحْذِي

اللسانَ قبل أَن يَرُوبَ‏.‏

ولبن مَضِيرٌ‏:‏ حامِضٌ شديد الحُموضة؛ قال الليث‏:‏ يقال إِن مُضَر كان

مُولَعاً بشربه فسمي مُضَرَ به؛ قال ابن سيده‏:‏ مُضَرُ اسم رجل قيل سمي به لأَنه كان مولعاً بشرب اللبن الماضر، وهو مُضَرُ بن نِزار بن مَعَدِّ بن عدنان، وقيل‏:‏ سمي به لبياض لونه من مَضِيرة الطبيخ‏.‏

والمَضِيرَة‏:‏ مُرَيْقَة تطبخ بلبن وأَشياء، وقيل‏:‏ هي طبيخ يتخذ من اللبن الماضر‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ المضيرة عند العرب أَن تطبخ اللحم باللبن البحث

الصريح الذي قد حذى اللسانَ حتى يَنْضَجَ اللحمُ وتَخْثُرَ المضيرة، وربما خلطوا الحليب بالحَقِين وهو حينئذ أَطيب ما يكون‏.‏

ويقال‏:‏ فلان يَتَمَضَّرُ أَي يتعَصَّبُ لمضر، ونقل لي مُتَحَدِّث أَن في الروض الأُنف للسهيلي قال في الحديث‏:‏ لا تَسُبُّوا مُضَرَ ولا ربيعة

فإِنهما كانا مُؤمِنَيْن‏.‏ الجوهري‏:‏ وقيل لمُضَرَ الحَمْراءُ ولربيعَةَ

الفَرَسُ لأَنهما لما اقتسما الميراث أُعْطِيَ مُضَرُ الذهبَ، وهو يؤنث، وأُعطي ربيعةُ الخيل‏.‏ ويقال‏:‏ كان شِعارهم في الحرب العمائم والراياتِ الحُمْر

ولأَهل اليمن الصفر‏.‏ وقال الجوهري‏:‏ سمعت بعض أَهل العلم يفسر قول أَبي

تمام يصف الربيع‏:‏

مُحْمَرَّة مُصْفَرَّة فكأَنها

عُصُبٌ، تَيَمَّنُ في الوغى وتَمَضَّرُ

ابن الأَعرابي‏:‏ لبَن مَضِرٌ، قال ابن سيده‏:‏ وأُراه على النسب كَمَضِرٍ

وطَعِمٍ لأَن فِعْله إِنما هو مَضَر، بفتح الضاد لا كسرها، قال‏:‏ وقلما

يجيء اسم الفاعل من هذا على فَعِلٍ‏.‏

ومُضارَةُ اللبن‏:‏ ما سال منه‏.‏ والماضِرُ‏:‏ اللبن الذي يَحْذي اللسانَ قبل

أَن يُدْرِك، وقد مَضَرَ يَمْضُر مُضُوراً، وكذلك النبيذ‏.‏ وفي حديث

حذيفة، وذكر خروج عائشة فقال‏:‏ يُقاتِلُ معها مُضَرُ، مَضَّرَها الله في النار، أَي جعلها في النار، فاشتق لذلك لفظاً من اسمها؛ يقال‏:‏ مَضَّرْنا فلاناً

فَتَمَضَّرَ أَي صيرناه كذلك بأَن نسبناه إِليها؛ وقال الزمخشري‏:‏

مَضَّرها جَمَعها كما يقال جَنَّدَ الجُنودَ، وقيل‏:‏ مَضَّرها أَهلكها، من قولهم‏:‏

ذهَب دمُهُ خِضْراً مِضْراً أَي هَدَراً، ومِضْرٌ إِتباع، وحكى الكسائي

بِضْراً، بالباء؛ قال الجوهري‏:‏ نُرَى أَصلَه من مُضُورِ اللبنِ وهو قَرْصُه اللسانَ وحَذْيُه له، وإِنما شدد للكثرة والمبالغة‏.‏

والتَّمَضُّرُ‏:‏ التشبه بالمُضَرِيَّةِ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ سأَله رجلٌ فقال‏:‏ يا

رسولَ الله، ما لي مِنْ ولَدِي‏؟‏ قال‏:‏ ما قَدَّمْتَ منهم، قال‏:‏ فَمن خَلَّفْتُ بَعْدِيف قال‏:‏ لك منهم ما لِمُضَرَ من ولَدِه أَي أَنّ مُضَر لا

أَجْرَ له فيمن مات من ولده اليَوْمَ وإِنما أَجره فيمن مات من ولده

قبله‏.‏ خذ الشيء خِضْراً مِضْراً وخَضِراً مَضِراً أَي غَضًّا طَرِيًّا‏.‏

والعرب تقول‏:‏ مَضَّرَ اللهُ لك الثناء أَي طَيَّبَه‏.‏ وتُماضِرُ‏:‏ اسم امرأَة، مشتق من هذه الأَشياء؛ قال ابن دريد‏:‏ أَحسبَهُ من اللبن الماضر‏.‏

مطر‏:‏ المَطَرُ‏:‏ الماء المنكسب من السَّحابِ‏.‏ والمَطرُ‏:‏ ماءُ السحابِ، والجمع أَمْطارٌ‏.‏ وَمَطَرٌ‏:‏ اسم رجل، سمي به من حيث سمي غَيْثاً؛ قال‏:‏

لامَتْكَ بِنْتُ مطَرٍ، ما أَنت وابْنَةَ مَطرْ

والمَطَرُ‏:‏ فِعْل المَطَرِ، وأَكثر ما يجيء في الشعر وهو فيه أَحسن، والمَطْرَةُ‏:‏ الواحِدَة‏.‏

ومَطَرَتْهُم السماء تَمْطُرُهُمْ مَطْراً وأَمْطَرَتْهم‏:‏ أَصابَتْهُم

بالمطَرِ، وهو أَقبحهما؛ ومطَرتِ السماءُ وأَمْطَرها اللهُ وقد مُطِرْنا‏.‏

وناس يقولون‏:‏ مَطَرتِ السماء وأَمْطرتْ بمعنى‏.‏ وأَمْطرهم اللهُ مَطَراً أَو

عذاباً‏.‏ ابن سيده‏:‏ أَمطَرهم الله في العذاب خاصَّة كقوله تعالى‏:‏ وأَمْطَرْنا

عليهم مطَراً فساء مطَرُ المُنْذَرِين، وقوله عز وجل‏:‏ وأَمْطَرْنا عليهم

حِجارَة من سِجِّيل؛ جعل الحجارة كالمَطر لنزولها من السماء‏.‏ ويَوْمٌ

مُمْطِرٌ وماطِرٌ ومطِرٌ‏:‏ ذُو مطَر؛ الأَخيرة على النسب‏.‏ ويوم مَطِيرٌ‏:‏

ماطِر‏.‏ ومكان مَمْطُورٌ ومطِير‏:‏ أَصابه مطَر‏.‏ ووادٍ مَطِير‏:‏ مَمْطورٌ‏.‏ ووادٍ

مطِرٌ، بغير ياءٍ، إِذا كان مَمْطُوراً؛ ومنه قوله‏:‏

فَوادٍ خَطاءٌ ووادٍ مطِرْ

وأَرض مَطِير ومطِيرَة كذلك؛ وقوله‏:‏

يُصَعِّد في الأَحْناءِ ذُو عَجْرَفيَّةٍ، أَحَمُّ حَبَرْكَى مُزْحِفٌ مُتماطِرُ

قال أَبو حنيفة‏:‏ المتماطر الذي يَمْطُر ساعةً ويَكُفُّ أُخْرى‏.‏ ابن شميل‏:‏ من دعاء صبيان العرب إِذا رأَوا حالاً للمطَر‏:‏ مُطَّيْرَى‏.‏

والمِمْطَرُ والمِمْطَرَةُ‏:‏ ثوب من صوف يلبس في المطر يُتَوَقَّى به من المطر؛ عن اللحياني‏.‏ واسْتَمْطَرَ الرجلُ ثَوبَهُ‏:‏ لبِسَه في المَطَر‏.‏

واسْتَمْطَرَ الرجلُ أَي استكَنّ من المطَر‏.‏ قالوا‏:‏ وإِنما سمي المِمْطَر

لأَنه يَسْتَظِلُّ به الرجل؛ وأَنشد‏:‏

أَكُلَّ يومٍ خَلَقِي كالمِمْطَر، اليَوْمَ أَضْحَى وغَداً أظَلَّل

واسْتَمْطَر للسياطِ‏:‏ صبَرَ عليها‏.‏ والاسْتِمطار‏:‏ الاسْتِسْقاءُ؛ ومنه

قول الفرزدق‏:‏

اسْتَمْطِرُوا مِنْ قُرَيْشٍ كُلَّ مُنْخَدِعِ

أَي سلوه أَن يعطي كالمطر مثلاً‏.‏ ومكانٌ مُسْتَمْطِرٌ‏:‏ محتاج إِلى المطر

وإِن لم يُمْطَر؛ قال خفاف بن ندبة‏:‏

لم يَكْسُ مِنْ ورَقٍ مُسْتَمْطِرٌ عُودَا

ويقال‏:‏ نزل فلان بالمسْتَمْطَر أَي في برازٍ من الأَرض مُنْكَشف؛ قال

الشاعر‏:‏

ويَحِلُّ أَحْياءٌ وراءَ بُيوتِنا، حذَر الصَّباح، ونَحْنُ بالمُسْتَمْطَرِ

ويقال‏:‏ أَراد بالمُسْتَمْطَرِ مَهْوى العادات ومُخْترَقَها‏.‏ ويقال‏:‏ لا

تَسْتَمْطِر الخيل أَي لا تَعْرِضْ لها‏.‏ الفراء‏:‏ إِنّ تلك الفعلة من فلان

مَطِرة أَي عادة، بكسر الطاء‏.‏ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ ما زال على مَطْرَةٍ

واحدةٍ ومطِرَةٍ واحدة ومطَرٍ واحد إِذا كان على رأْيٍ واحد لا يفارقه‏.‏

وتلك منه مُطْرَة أَي عادة ورجل مُسْتَمْطِرٌ‏:‏ طالب للخير، وقال الليث‏:‏

طالب خير من إِنسان‏.‏ ومطَرَني بخير‏:‏ أَصابني‏.‏ وما أَنا من حاجتي عندك

بِمُسْتَمْطِرٍ أَي لا أَطمَع منك فيها؛ عن ابن الأَعرابي‏.‏ ورجل مُسْتَمْطَرٌ

إِذا كان مُخَيِّلاً للخير؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي‏:‏

وصاحبٍ، قُلْتُ له، صالحٍ‏:‏

إِنكَ لِلخَير لَمُسْتَمْطَرُ

فسره فقال‏:‏ معناه إِنك صالٍ

قال أَبو الحسن‏:‏ وتلخيص ذلك إِنك للخير

مستمطَر أَي مَطْمَعٌ‏.‏ ومَزَرَ قِرْبَتَه ومَطَرَها إِذا مَلأَها‏.‏ وحكي

عن مبتكر الكلابي‏:‏ كلمت فلاناً فأَمْطَرَ واسْتَمْطَر إِذا أَطرق‏.‏ وقال

غيره‏:‏ أَمْطَر الرجلُ عَرِقَ جَبِينُه، واسْتَمْطَرَ سكت‏.‏ يقال‏:‏ ما لك

مُسْتَمْطِراً أَي ساكتاً‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ المَطَرَةُ القِرْبة، مسموع من العرب‏.‏

ومَطَرَتِ الطيرُ وتَمَطَّرَتْ‏:‏ أَسْرَعَتْ في هُوِيِّها‏.‏ وتَمَطَّرَتِ

الخيلُ‏:‏ ذهبت مسرعة‏.‏ وجاءت مُتَمَطِّرة أَي جاءت مسرعة يسبق بعضها بعضاً؛ قال‏:‏

من المُتَمَطِّرَاتِ بِجانِبَيْها، إِذا ما بَلَّ مَحْزِمَها الحَمِبمُ

قال ثعلب‏:‏ أَراد أَنها‏.‏‏.‏‏.‏ من نشاطها إِذا عَرِقَتِ

الخيل؛ وقال رؤبة‏:‏

والطَّيْرُ تَهْوِي في السماءِ مُطَّرا

وفي شعر حسان‏:‏

تَظَلُّ جِيادُنا مُتَمَطِّراتٍ، يُلَطِّمُهُنَّ بالخُمُرِ النساءُ

يقال‏:‏ تَمَطَّرَ به فَرَسُه إِذا جرى وأَسرعَ‏.‏ والمُتَمَطِّرُ‏:‏ فرس لبني

سَدُوسٍ، صفة غالبة‏.‏ ومَطَرَ في الأَرض مُطُوراً‏:‏ ذهب، وتَمَطَّرَ بهذا

المعنى؛ قال الشاعر‏:‏

كأَنَّهُنّ، وقد صدَرْنَ مِنْ عَرَقٍ، سِيدٌ تَمَطَّرَ جُنْحَ الليلِ مَبْلُولُ

تَمَطَّرَ‏:‏ أَسرع في عَدْوه، وقيل‏:‏ تَمَطَّرَ بَرَزَ للمطر وبَردِه‏.‏

ومَرّ الفرسُ يَمْطُرُ مَطْراً ومُطوراً أَي أَسرع، والتَّمَطُّر مثله؛ قال

لبيد يرثي قيسَ بن جَزْءٍ في قتلى هَوازِنَ‏:‏

أَتَتْه المَنايا فَوْقَ جَرْداءَ شِطْبَةٍ، تَدُفُّ دَفِيفَ الطائِرِ المُتَمَطِّر

وراكبه مُتَمَطِّر أَيضاً‏.‏ وذهب ثوبي وبعيري فلا أَدري من مَطَر بهما

أَي أَخذهما‏.‏ ومَطَرَةُ الحَوضِ‏:‏ وسَطُه‏.‏ والمُطْرُ‏:‏ سُنْبُولُ الذُّرَةِ‏.‏

ورجل مَمْطورٌ إِذا كان كثيرَ السواكِ طَيّب النكْهة‏.‏ وامرأَة مَطِرة‏:‏

كثيرةُ السواك عَطِرة طيبة الجِرْم، وإِن لم تُطَيَّب‏.‏ والعرب تقول‏:‏ خير

النساء الخَفِرَةُ العَطِرَةُ المَطِرة، وشرهن المَذِرَةُ الوَذِرَةُ

القَذِرةُ؛ تعني بالوذِرة الغليظة الشفتين أَو التي ريحها ريح الوَذَرِ وهو اللحم؛ قال ابن الأَثير‏:‏ والعَطِرة المَطِرة هي التي تنظف بالماء، أُخِذَ

من لفظ المطر كأَنها مُطِرت فهي مَطِرة أَي صارت مَمْطورة مغسوله‏.‏

ومُطارٌ ومَطارٌ، بضم الميم وفتحها‏:‏ موضع؛ قال‏:‏

حَتى إِذا كان على مُطارِ، يُسْراه واليُمْنى على الثَّرْثارِ، قالت له رِيحُ الصَّبا‏:‏ قَرْقارِ

قال عليّ بن حمزة‏:‏ الرواية مُطار، بضم الميم، قال‏:‏ وقد يجوز أَن يكون

مُطار مُفْعلاً ومَطار مَفْعلاً، وهو أَسبق‏.‏ التهذيب‏:‏ ومَطارِ موضعٌ بين

الدهناء والصَّمانِ‏.‏ والماطِرُون‏:‏ موضع آخر؛ ومنه قوله‏:‏

ولهَا بالماطِرُونَ، إِذا

أَكَلَ النملُ الذي جَمَعا

وأَبو مطَر‏:‏ من كُناهم؛ قال‏:‏

إِذا الرِّكابُ عَرَفَتْ أَبا مَطَرْ، مَشَتْ رُوَيْداً وأَسَفَّتْ في الشجرْ

يقول‏:‏ إِن هذا حادٍ ضعِيفُ السَّوْقِ للإِبل، فإِذا أَحَسَّت به تَرَفَّقَتْ في المشي وأَخَذَتْ في الرعي، وعدّى أَسَفَّت بفي لأَنه في معنى

دخلت؛ وقال‏:‏

أَتَطْلُبُ مَنْ أُسُودُ بِئْشَةَ دُونَه، أَبو مَطَرٍ وعامِرٌ وأَبو سَعْدِ‏؟‏

معر‏:‏ مَعِرَ الظُّفُرُ يَمْعَرُ مَعَراً، فهو مَعِرٌ‏:‏ نَصَلَ من شيء

أَصابه؛ قال لبيد‏:‏

وتَصُكُّ المَرْوَ، لَمَّا هَجَّرَتْ، بِنَكِيبٍ مَعِرٍ دَامِي الأَظَل

والمَعَرُ‏:‏ سُقوطُ الشَعر‏.‏ ومَعِرَ الشعَرُ والرِّيشُ مَعَراً، فهو مَعِرٌ، وأَمْعَرَ‏:‏ قَلَّ‏.‏ ومَعِرَت الناصِيةُ مَعَراً وهي مَعْراء‏:‏ ذهب

شعَرُها كلُّه حتى لم يبق منه شيء، وخص بعضهم به ناصية الفرس‏.‏ وتَمَعَّر

رأْسُه إِذا تَمَعَّط‏.‏ وتَمَعَّر شعَرُه‏:‏ تساقط‏.‏ وشعر أَمْعَرُ‏:‏ متساقط‏.‏

وخُفٌّ مَعِر‏:‏ لا شعرَ عليه‏.‏ وأَمْعَرَ‏:‏ ذهَب شعَرُه أَو وَبرُه‏.‏ والأَمْعَرُ

من الحافِرِ‏:‏ الشعر الذي يَسْبُغُ عليه من مُقَدَّم الرُّسْغِ لأَنه

متهيء لذلك، فإِذا ذهب ذلك الشعر قيل‏:‏ مَعِر الحافِرُ مَعَراً، وكذلك الرأْس

والذنب‏.‏ قال ابن شميل‏:‏ إِذا تَفَقَّأَتِ الرَّهْصَةُ من ظاهر فذلك

المَعر، ومَعِرتْ مَعَراً‏.‏ وجمل مَعِرٌ وخُفٌّ مَعِرٌ‏:‏ لا شعَر عليه‏.‏ وقال

أَبو عبيد‏:‏ الزَّمِرُ والمعِرُ القليل الشر‏.‏ وأَرض معِرَةٌ إِذا انْجَرَد

نَبْتها‏.‏ وأَرض معِرَة‏:‏ قليلةُ النباتِ‏.‏ وأَمْعَرَتِ الأَرض‏:‏ لم يك فيها

نباتٌ‏.‏ وأَمْعَرَتِ المواشي الأَرضَ إِذا رعتْ شجرَها فلم تدَعْ شيئاً

يُرْعَى؛ وقال الباهلي في قول هشام أَخي ذي الرمة‏:‏

حتى إِذا أَمْعَرُوا صَفْقَيْ مَباءَتِهِمْ، وجرَّدَ الخَطْبُ أَثْباجَ الجَراثِيمِ

قال‏:‏ أَمْعَرُوه أَكلوهُ‏.‏ وأَمْعَرَ الرجلُ‏:‏ افتقَرَ‏.‏ وأَمْعَرَ القومُ

إِذا أَجْدَبُوا‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ما أَمْعَرَ حَجَّاجٌ قط أَي ما افتقر حتى

لا يبقى عنده شيء، والحجاجُ‏:‏ المُداوِم للحَجِّ، وأَصله من مَعَرِ

الرأْس، وهو قلة شعره‏.‏ وقد مَعِرَ الرجل، بالكسر، فهو معِرٌ‏.‏ والأَمْعَرُ‏:‏

القليل الشعر والمكانُ القليلُ النباتِ؛ والمعنى ما افُتقرَ من يَحُجُّ‏.‏

ويقال‏:‏ أَمْعَرَ الرجلُ ومعَرَ ومعَّرَ إِذا أَفْنى زادَهُ‏.‏ وورد رؤبةُ ماءً

لعُكْلٍ، وعليه فَتِيَّةٌ تَسْقِي صِرْمَة لأَبيها، فأُعجب بها فخطَبها، فقالت‏:‏ أَرَى سِنًّا فهل من مالٍ‏؟‏ قال‏:‏ نعم قطعةٌ من إِبلٍ، قالت‏:‏ فهل من ورِقٍ‏؟‏ قال‏:‏ لا‏.‏ قالت‏:‏ يا لَعُكْلٍ أَكِبَراً وإِمْعاراً‏؟‏ فقال رؤبة‏:‏

لمَّا ازْدَرَتْ نَقْدِي، وقلَّتْ إِبْلي

تأَلَّقَتْ، واتَّصَلَتْ بعُكْلِ

خِطْبي وهَزَّتْ رأْسَها تَسْتَبْلي، تسأَلُني عَنِ السِّنِينَ كمْ لِي‏؟‏

وأَمْعَرَهُ غيرُهُ‏:‏ سَلَبه مالَهُ فأَفقرَهُ؛ قال دريد ابن الصِّمَّةِ‏:‏

جَزَيْتُ عِياضاً كُفْرَهُ وفُجُورَهُ، وأَمْعَرْتُه مِنَ المُدَفِّئَةِ الأَدْمِ

ورجل مَعِرٌ‏:‏ بخيلٌ قليلُ الخيرِ، وهو أَيضاً القليلُ اللحمِ‏.‏

والمَعِرُ‏:‏ الكثيرُ اللَّمْسِ للأَرض‏.‏ وغضِبَ فلان فتَمَعَّرَ لونُه ووجهُه‏:‏ تغير

وعَلَتْهُ صُفْرَةٌ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ فَتَمَعَّرَ وجهُه أَي تغير، وأَصلُه

قِلةُ النَّضارةِ وعدمُ إِشْراقِ اللون، من قولهم‏:‏ مكان أَمْعَرُ وهو الجَدْبُ الذي لا خِصْبَ فيه‏.‏ ومَعَّرَ وجهَه‏:‏ غَيَّرَهُ‏.‏ والمَمْعُورُ‏:‏

المقَطِّب غَضباً تعالى؛ وأَورد ابن الأَثير في هذه الترجمة قول عمر، رضي الله عنه‏:‏ اللهم إِني أَبْرَأُ إِليكَ من مَعَرَّةِ الجَيْشِ وقال‏:‏

المَعَرَّةُ الأَذى، والميمُ زائدةٌ، وسنذكره نحن في موضعه‏.‏

مغر‏:‏ المَغَرَةُ والمَغْرَةُ‏:‏ طِينٌ أَحمرُ يُصْبَغُ به‏.‏ وثوبٌ

مُمَغَّرٌ‏:‏ مصبوغ بالمغرة‏.‏ وبُسْرٌ مُمَغَّر‏:‏ لونُه كلونِ المَغْرَةِ‏.‏

والأَمْغَرُ من الإِبل‏:‏ الذي على لون المَغْرَةِ‏.‏ والمَغَرُ والمُغْرَةُ‏:‏ لونٌ إِلى

الحُمْرَةِ‏.‏ وفرس أَمْغَرُ‏:‏ من المَغْرَةِ، ومن شِياتِ الخيل أَشْقَرُ

أَمْغَرُ، وقيل‏:‏ الأَمْغَرُ الذي ليس بناصِع الحُمرَة وليست إِلى الصفرة، وحمرته كلَوْن المَغْرَةِ، ولون عُرْفِهِ وناصيتِه وأُذنَيه كلون

الصُّهْبة ليس فيها من البياض شيء، وقيل‏:‏ هو الذي ليس بناصع الحمرة، وهو نحوٌ من الأَشقَرِ، وشُقْرَتُهُ تَعلوها مُغْرَةٌ أَي كُدْرَةٌ، والأَشقَرُ

الأَقْهَبُ دون الأَشقَرِ في الحُمْرَة وفوق الأَفْضَحِ‏.‏ ويقال‏:‏ إِنه

لأَمْغَرُ أَمْكَرُ أَي أَحمر‏.‏ والمَكْرُ‏:‏ المَغْرَةُ‏.‏ الجوهري‏:‏ الأَمْغَرُ من الخيل نحوٌ من الأَشقَرِ، وهو الذي شُقْرته تعلوها مُغْرَة أَي كدرةٌ‏.‏ وفي حديث يأْجوج ومأْجوج‏:‏ فَرَمَوْا بِنِبالِهِمْ فخرّت عليهم مُتَمَغِّرَةً

دماً أَي مُحْمرَّة بالدَّم‏.‏ وصقر أَمْغَرُ‏:‏ ليس بناصِع الحمرة‏.‏

والأَمغرُ‏:‏ الأَحمرُ الشعَرِ والجِلدِ على لونِ المَغَرَةِ‏.‏ والأَمغرُ‏:‏ الذي في وجهه حمرةٌ وبياضٌ صافٍ، وقيل‏:‏ المَغَرُ حمرة ليست بالخالصة‏.‏ وفي الحديث‏:‏

أَن أَعرابيّاً قدِم على النبي صلى الله عليه وسلم فرآه مع أَصحابه فقال‏:‏ أَيُّكُم ابنُ عبد المطلب‏؟‏ فقالوا هو الأَمغرُ المرتَفِقُ؛ أَرادوا

بالأَمغرِ الأَبيضَ الوجهِ، وكذلك الأَحمرُ هو الأَبيضُ؛ قال ابن الأَثير‏:‏

معناه هو الأَحمرُ المتَّكِئُ على مِرْفَقِه، مأْخوذ من المَغْرَةِ، وهو هذا المدَرُ الأَحمرُ الذي يُصْبَغُ به، وقيل‏:‏ أَراد بالأَمغرِ الأَبيضَ

لأَنهم يسمُّون الأَبيضَ أَحمرَ‏.‏ ولبنٌ مَغِيرٌ‏:‏ أَحمرُ يخالِطه دمٌ‏.‏

وأَمْغَرتِ الشاةُ والناقةُ وأَنْغَرَتْ وهي مُمْغِرٌ‏:‏ احمرَّ لبنُها

ولم تُخْرِطْ، وقال اللحياني‏:‏ هو أَن يكون في لبنها شُكْلَةُ من دم أَي

حمرة واختلاط، وقيل‏:‏ أَمغرَتْ إِذا حُلِبت فخرج مع لبنها دم من داءٍ بها، فإِن كان ذلك لها عادةً فهي مِمْغارٌ‏.‏ ونخلة مِمْغارٌ‏:‏ حمراء التَّمرِ‏.‏

ومغَرَ فلان في البلاد إِذا ذهب وأَسرع‏.‏ ومغَرَ به بعيره يَمْغَرُ‏:‏

أَسرع؛ ورأَيته يَمْغَرُ به بعيره‏.‏ ومغَرَتْ في الأَرض مَغْرَةٌ من مطَرَةٍ‏:‏

هي مطرة صالحة‏.‏

وقال ابن الأَعرابي‏:‏ المَغْرَةُ المطَرة الخفيفة‏.‏ ومَغْرَةُ الصيف

وبَغْرَتُه‏:‏ شدة حره‏.‏

وأَوْسُ بن مَغْراء‏:‏ أَحد شعراء مُضَر‏.‏ وقول عبد الملك لجرير‏:‏ يا جرير

مَغِّرْ لنا أَي أَنشِدْ لنا قولَ ابن مَغْرَاء، والمغراء تأْنيث

الأَمغرِ‏.‏ ومَغْرَانُ‏:‏ اسم رجل‏.‏ وماغِرَةُ‏:‏ اسم موضع؛ قال الأَزهري‏:‏ ورأَيت في بلاد بني سعد رَكِيَّةً تعرف بمكانها، وكان يقال له الأَمغرُ، وبحذائها

ركيةٌ أُخرى يقال لها الحِمارَةُ، وهما شَرُوبٌ‏.‏ وفي حديث الملاعنة‏:‏ إن جاءت به أُمَيْغِرَ سَبِطاً فهو لزوجها؛ هو تصغير الأَمغرِ‏.‏

مقر‏:‏ المَقْرُ‏:‏ دَقُّ العنق‏.‏ مَقَرَ عنقه يَمْقُرُها مَقْراً إِذا دقها

وضربها بالعصا حتى تكسَّر العظم، والجلد صحيحٌ‏.‏ والمَقْرُ‏:‏ إِنقاعُ السمك

المالح في الماء‏.‏ ومقَرَ السمكة المالحة مَقْراً‏:‏ أَنْقَعَها في الخل‏.‏

وكل ما أُنْقِع، فقد مُقِرَ؛ وسمك مَمْقُورٌ‏.‏ الأَزهري‏:‏ الممقور من السمك

هو الذي يُنقع في الخل والملح فيصير صِباغاً بارِداً يُؤتَدَمُ به‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ سمك مَمْقُورٌ أَي حامض‏.‏ ويقال‏:‏ سمك مَلِيحٌ ومَمْلوحٌ، ومالح

لغة أَيضاً‏.‏ الجوهري‏:‏ سمك مَمْقُورٌ يُمْقَرُ في ماء وملح، ولا تقل

مَنْقُورٌ‏.‏ وشيء مُمْقِرٌ ومَقِرٌ‏:‏ بَيِّنُ المَقَرِ حامض، وقيل‏:‏ المَقِرُ

والمَقْرُ والمُمْقِرُ المُرُّ؛ وقال أَبو حنيفة‏:‏ هو نبات يُنْبِتُ ورَقاً

في غير أَفنان، وأَمقر الشرابَ‏:‏ مَرَّرَهُ‏.‏ أَبو زيد‏:‏ المُرُّ والمُمْقِرُ

اللَّبنُ الحامض الشديد المحوضة، وقد أَمْقَرَ إِمْقاراً‏.‏ أَبو مالك‏:‏

المُزُّ القليل الحموضة، وهو أَطيب ما يكون، والمُمْقِرُ‏:‏ الشديد المرارة، والمَقِرُ‏:‏ شبيه بالصَّبِرِ وليس به، وقيل‏:‏ هو الصَّبِرُ نفسه، وربما

سكن؛ قال الراجز‏:‏

أَمَرّ مِنْ صَبْرٍ ومَقْرٍ وحُظَظْ

وصواب إِنشاده أَمرَّ، بالنصب، لأَن قبله‏:‏

أَرْقَش ظَمآن إِذا عُصْرَ لَفَظْ

يصف حيَّة؛ واختلاف الأَلفاظ في حُظَظ كل منها مذكور في موضعه، وقيل‏:‏

المَقِرُ السُّمُّ، وقال أَبو عمرو‏:‏ المَقِرُ شجر مُرٌّ‏.‏ ابن السكيت‏:‏

أَمْقَرَ الشيءُ، فهو مُمْقِرٌ إِذا كان مرًّا‏.‏ ويقال للصبر‏:‏ المَقِرُ؛ قال

لبيد‏:‏

مُمْقِرٌ مُرٌّ على أَعدائِه، وعلى الأَدْنَيْنَ حُلْوٌ كالعسلْ

ومَقِرَ الشيءُ، بالكسر، يَمْقَرُ مَقَراً أَي صار مرًّا، فهو شيء

مَقِرٌ‏.‏ وفي حديث لقمان‏:‏ أَكلتُ المَقِرَ وأَكلت على ذلك الصَّبِر؛ المَقِرُ‏:‏

الصَّبِرُ وصَبَرَ على أَكله‏.‏ وفي حديث عليّ‏:‏ أَمَرُّ مِنَ الصَّبِرِ

والمَقِرِ‏.‏ ورجل مُمْقَرُّ النَّسَا، بتشديد الراء‏:‏ ناتِئُ العِرْق؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد‏:‏

نَكَحَتْ أُمامةُ عاجِزاً تَرْعِيَّةً، مُتَشَقِّقَ الرِّجْلَيْنِ مُمْقَرَّ النَّسَا

الليث‏:‏ المُمْقِرُ من الرَّكايا القليلة الماء؛ قال أَبو منصور‏:‏ هذا

تصحيف، وصوابه المُنْقُرُ، بضم الميم والقاف، وهو مذكور في موضعه‏.‏

مكر‏:‏ الليث‏:‏ المَكْرُ احتيال في خُفية، قال‏:‏ وسمعنا أَن الكيد في الحروف

حلال، والمكر في كل حلال حرام‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ومكروا مكراً ومكرنا مكراً

وهم لا يشعرون‏.‏ قال أَهل العلم بالتأْويل‏:‏ المكر من الله تعالى جزاء سُمي

باسم مكر المُجازَى كما قال تعالى‏:‏ وجزاء سيئة سيئة منها، فالثانية ليست

بسيئة في الحقيقة ولكنها سميت سيئة لازدواج الكلام، وكذلك قوله تعالى‏:‏

فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه، فالأَول ظلم والثاني ليس بظلم ولكنه سمي

باسم الذنب ليُعلم أَنه عِقاب عليه وجزاءٌ به، ويجري مَجْرَى هذا القول قوله

تعالى‏:‏ يخادعون الله وهو خادعهم والله يستهزئ بهم، مما جاء في كتاب الله عز

وجل‏.‏ ابن سيده‏:‏ المَكْرُ الخَدِيعَة والاحتيال، مَكَرَ يَمْكُرُ مَكْراً

ومَكَرَ به‏.‏ وفي حديث الدعاء‏:‏ اللهم امْكُرْ لي ولا تَمْكُرْ بي؛ قال ابن الأَثير‏:‏ مَكْرُ الله إِيقاعُ بلائه بأَعدائه دون أَوليائه، وقيل‏:‏ هو استدراج العبد بالطاعات فَيُتَوَهَّمُ أَنها مقبولة وهي مردودة، المعنى‏:‏

أَلْحِقْ مَكْرَكَ بِأَعْدائي لا بي‏:‏ وأَصل المَكْر الخِداع‏.‏ وفي حديث عليّ

في مسجد الكوفة‏:‏ جانِبُهُ الأَيْسَرُ مَكْرٌ، قيل‏:‏ كانت السوق إِلى جانبه الأَيسر وفيها يقع المكر والخداع‏.‏ ورجل مَكَّارٌ ومَكُورٌ‏:‏ ماكِرٌ‏.‏

التهذيب‏:‏ رجل مَكْوَرَّى نعت للرجل، يقال‏:‏ هو القصير اللئيم الخلقة‏.‏

ويقال في الشتيمة‏:‏ ابنُ مَكْوَرَّى، وهو في هذا القول قذف كأَنها توصف

بِزَنْيَةٍ؛ قال أَبو منصور‏:‏ هذا حرف لا أَحفظه لغير الليث فلا أَدري أَعربي

هو أَم أَعجمي‏.‏ والمَكْوَرَّى‏:‏ اللئيم؛ عن أَبي العَمَيْثَلِ الأَعرابي‏.‏

قال ابن سيده‏:‏ ولا أُنكِر أَن يكون من المكر الذي هو الخديعة‏.‏ والمَكْرُ‏:‏

المَغْرَةُ‏.‏

وثوب مَمْكُورٌ ومُمْتَكَرٌ‏:‏ مصبوغ بالمَكْرِ، وقد مَكَرَه فامْتَكَرَ

أَي خَضَبَه فاخْتَضَبَ؛ قال القُطامي‏:‏

بِضَرْبٍ تَهْلِكُ الأَبْطالُ مِنهُ، وتَمْتَكِرُ اللِّحَى منه امْتِكَارَا

أَي تَخْتَضِبُ، شبَّه حمرة الدم بالمَغْرَةِ‏.‏ قال ابن بري‏:‏ الذي في شعر

القُطامي تَنْعسُ الأَبطالُ منه أَي تَتَرَنَّحُ كما يَتَرَنَّحُ

الناعِسُ‏.‏ ويقال للأَسد‏:‏ كأَنه مُكِرَ بالمَكْرِ أَي طُليَ بالمَغْرَةِ‏.‏

والمَكْرُ‏:‏ سَقْيُ الأَرض؛ يقال‏:‏ امْكُرُوا الأَرض فإِنها صُلْبَةٌ ثم احرثوها، يريد اسقوها‏.‏ المَكْرَةُ‏:‏ السقْية للزرع‏.‏ يقال‏:‏ مررت بزرع

مَمْكُورٍ أَي مَسْقِيٍّ‏.‏ ومَكَرَ أَرضه يَمْكُرُها مَكْراً‏:‏ سقاها‏.‏ والمَكْرُ‏:‏

نَبْتٌ‏.‏ والمَكْرَةُ‏:‏ نبتة غُبَيْراءُ مُلَيْحاءُ إِلى الغُبرة تُنْبِت

قَصَداً كأَن فيها حَمْضاً حين تمضغ، تَنْبُتُ في السهل والرمل لها ورق

وليس لها زهر، وجمعها مَكْرٌ ومُكُورٌ، وقد يقع المُكُورُ على ضروب من الشجر كالرُّغْل ونحوه؛ قال العجاج‏:‏

يَسْتَنُّ في عَلْقَى وفي مُكُورِ

قال‏:‏ وإِنما سميت بذلك لارتوائها ونُجُوع السَّقْي فيها؛ وأَورد الجوهري

هذا البيت‏:‏

فَحَطَّ في عَلْقَى وفي مُكُورِ

الواحد مَكْرٌ؛ وقال الكميت يصف بكرة‏:‏

تَعاطَى فِرَاخَ المَكْرِ طَوْراً، وتارَةً

تُثِيرُ رُخَامَاها وتَعْلَقُ ضَالَها

فراخ المَكْرِ ثمره‏.‏ والمَكْرُ‏:‏ ضرْب من النبات، الواحدة مَكْرَة، وأَما

مُكور الأَغْصان فهي شجرة على حدة، وضُرُوبُ الشجر تسمى المُكورَ مثل

الرُّغْل ونحوه‏.‏ والمَكْرَة‏:‏ شجرة، وجمعها مُكور‏.‏ والمَكْرَةُ‏:‏ الساقُ

الغليظة الحسناء‏.‏ ابن سيده‏:‏ والمَكْرُ حُسن خَدالَةِ الساقين‏.‏ وامرأَة

مَمْكُورَةٌ‏:‏ مستديرة الساقين، وقيل‏:‏ هي المُدْمَجَةُ الخَلْقِ الشديدة

البَضْعَةِ، وقيل‏:‏ المَمْكُورَةُ المطوية الخَلْقِ‏.‏ يقال‏:‏ امرأَة مَمْكُورَةُ

الساقين أَي خَدْلاء‏.‏ وقال غيره‏:‏ مَمْكُورَةٌ مُرْتَوِيَةُ الساق خَدْلَةٌ، شبهت بالمَكْر من النبات‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ المَكْرَة الرُّطبَة الفاسدة‏.‏

والمَكْرَةُ‏:‏ التدبير والحيلة في الحرْب‏.‏ ابن سيده‏:‏ والمَكْرَةُ

الرُّطَبَة التي قد أَرطبت كلها وهي مع ذلك صُلْبَة لم تنهضم؛ عن أَبي حنيفة‏.‏

والمَكْرَةُ أَيضاً‏:‏ البُسْرَةُ المُرْطِبة ولا حلاوة لها‏.‏ ونخلة مِمْكارٌ‏:‏

يكثر ذلك من بُسرها‏.‏

مهر‏:‏ المَهْرُ‏:‏ الصَّداق، والجمع مُهور؛ وقد مهر المرأَة يَمْهَرها

ويَمْهُرها مَهْراً وأَمهرها‏.‏ وفي حديث أُمِّ حبيبة‏:‏ وأَمهرها النجاشيُّ من

عنده؛ ساق لها مهرها، وهو الصداق وفي المثل‏:‏ أَحمقُ من المَمْهُورة إِحدى

خَدَمَتَيْها؛ يضرب مثلاً للأَحمق البالغ في الحمق الغايةَ؛ وذلك أن رجلاً تزوج امرأَة فلما دخل عليها قالت‏:‏ لا أُطيعك أَو تُعطِيَني مهري

فنزع إِحدى خدمتَيْها من رجلها ودفعها إِليها فرضيت بذلك لحمقها؛ وقال ساعدة

بن جؤية‏:‏

إِذا مُهِرتْ صُلْباً قليلاً عِراقُهُ

تَقول‏:‏ أَلا أَدّيْتَني فَتَقَرَّبِ

وقال آخر‏:‏

أُخِذْنَ اغْتِصاباً خِطْبَةً عَجْرَفِيَّةً، وأُمْهِرْنَ أَرْماحاً مِنَ الخَطِّ ذُبَّلا

وقال بعضهم‏:‏ مَهَرْتها، فهي ممهورة، أَعطيتها مهراً‏.‏ وأَمهرتها‏:‏ زوّجتها

غيري على مهر‏.‏ والمَهِيرة‏:‏ الغالية المهر‏.‏

والمَهارة‏:‏ الحِذق في الشيء‏.‏ والماهر‏:‏ الحاذق بكل عمل، وأَكثر ما يوصف

به السابح المُجِيد، والجمع مَهَرَة؛ قال الأَعشى يذكر فيه تفضيل عامر على

علقمة ابن عُلاثة‏:‏

إِنّ الذي فيه تمارَيْتُما

بَيَّنَ لِلسامِع والنَّاظرِ

ما جُعِلَ الجُدُّ الظَّنُونُ الذي

جُنِّب صَوْب اللَّجِبِ المَاطِر

مثلَ الفُراتيِّ، إِذا ما طَما

يَقْذِف بالبُوصِيِّ والماهِر

قال‏:‏ الجُدُّ البئر، والظَّنون‏:‏ التي لا يوثق بمائها، والفراتيّ‏:‏ الماء

المنسوب إِلى الفرات، وطما‏:‏ ارتفع، والبُوصي‏:‏ الملاَّح، والماهر‏:‏ السابح‏.‏

ويقال‏:‏ مَهَرْتُ بهذا الأَمر أَمهَرُ به مَهارة أَي صرتُ به حاذقاً‏.‏ قال

ابن سيده‏:‏ وقد مَهَر الشيءَ وفيه وبه يَمْهَر مَهْراً ومُهُوراً ومَهارة

ومِهارة‏.‏

وقالوا‏:‏ لم تفعل به المِهَرَة ولم تُعْطِه المِهَرَة، وذلك إِذا عالجت

شيئاً فلم ترفُق به ولم تُحسِن عملَه، وكذلك إِن غَذَّى إِنساناً أَو

أَدّبه فلم يحسن‏.‏ أَبو زيد‏:‏ لم تعط هذا الأَمر المِهَرَة أَي لم تأْته من قِبَل وجهه‏.‏ ويقال أَيضاً‏:‏ لم تأْت إِلى هذا البناء المِهَرَة أَي لم تأْته

من قِبَل وجهه ولم تَبْنِه على ما كان ينبغي‏.‏ وفي الحديث‏:‏ مَثَلُ الماهِر

بالقرآن مَثَل السَّفَرَة؛ الماهر‏:‏ الحاذق بالقراءة، والسفَرة‏:‏

الملائكة‏.‏ لأَزهري‏:‏ والمُهْر ولد الرَّمَكَة والفرسِ، والأُنثى مُهْرة، والجمع مُهَر ومُهَرات؛ قال الربيع بن زياد العبسي يحرِّض قومه في طلب دم مالك بن زهير العبسي،وكانت فزارة قتلته لما قَتَلَ حذيفة بن بدر الفزاري‏:‏

أَفبَعْدَ مَقْتَلِ مالك بنِ زُهَيْر

تَرْجو النساءُ عَواقِبَ الأَطْهارِ‏؟‏

ما إِنْ أَرَى في قتله لِذوِي الحِجى، إِلا المَطِيَّ تُشدُّ بالأَكْوارِ

ومُجَنَّباتٍ ما يَذُقْنَ عَذُوفاً

يَقْذِفْنَ بالمُهَرات والأَمْهارِ

المجنبات‏:‏ الخيل تُجَنَّب إِلى الإِبل‏.‏ ابن سيده‏:‏ المُهْر ولدُ الفرس

أَوّل ما يُنْتَج من الخيل والحُمُرِ الأَهلية وغيرها، والجمع القليل

أَمْهار؛ قال عدي بن زيد‏:‏

ودي تَناوِيرَ مَمْعُونٍ، له صَبَحٌ، يَغْذُو أَوابِدَ قَدْ أَفْلَيْنَ أَمْهارا

يعني بالأَمْهار ههنا أَولادَ الوحش، والكثير مِهار ومِهارة؛ قال‏:‏

كأَن عَتِيقاً مِن مِهارة تَغلِب، بأَيْدِي الرِّجال الدَّافِنين ابنَ عَتَّابْ

وقد فَرَّ حَرْبٌ هارباً وابنُ عامِرٍ، ومن كان يرجو أَنْ يَؤُوبَ، فلا آبْ

قال ابن سيده‏:‏ هكذا روته الرواة بإِسكان الباء ووزن نَعَتْتَابْ؛ ووزن

فلا آب مفاعيلْ، والأُنثى مُهْرَة؛ قال الأَزهري‏:‏ ومنه قولهم لا يَعْدَمُ

شَقِيٌّ مُهَيْراً‏.‏ يقول‏:‏ من الشَّقاءِ مُعالَجَة المِهارَةِ‏.‏ وفرس

مُمْهِرٌ‏:‏ ذات مُهْر‏.‏ وأُمُّ أَمْهار‏:‏ اسم قارَة، وفي التهذيب‏:‏ هَضْبَة، وقال

ابن جبلة‏:‏ أُمُّ أَمْهار أُكُمٌ حُمْر بأَعْلى الصَّمَّان، ولعلها شبهت

بالأَمْهار من الخيل فسميت بذلك؛ قال الراعي‏:‏

مَرَّتْ على أُمِّ أَمْهارٍ مُشَمِّرَةً، تَهْوِي بها طُرُقٌ، أَوساطُها زُورُ

وأَما قول أَبي زبيد في صفة الأَسد‏:‏

أَقْبَلَ يَرْدِي، كما يَرْدِي الحِصانُ، إِلى

مُسْتَعْسِبٍ أَرِبٍ مِنْهُ بِتَمْهِيرِ

أَرِبٍ‏:‏ ذي إِرْبَةٍ أَي حاجة‏.‏ وقوله بِتَمْهِير أَي يَطْلُب مُهْراً‏.‏

ويقال للخَرَزَة‏:‏ المُهْرة، قال‏:‏ وما أُراه عربيّاً‏.‏

والمِهارُ‏:‏ عُود غليظ يُجْعَل في أَنْفِ البُخْتيِّ‏.‏

والمُهَرُ‏:‏ مَفاصِلُ مُتلاحِكَةٌ في الصَّدْرِ، وقيل‏:‏ هي غَراضِيفُ

الضُّلوعِ، واحدتها مُهْرَةٌ؛ قال أَبو حاتم‏:‏ وأُراها بالفارسية، أَراد

فُصُوصَ الصدْرِ أَو خَرَزَ الصدْرِ في الزوْر؛ أَنشد ابن الأَعراي لغُداف‏:‏

عن مُهْرَةِ الزَّوْرِ وعنْ رَحاها

وأَنشد أَيضاً‏:‏

جافي اليدَين عن مُشاشِ المُهْر

الفراء‏:‏ تحت القلب عُظَيْم يقال له المُهْر والزِّرُّ، وهو قِوامُ

القلب‏.‏ وقال الجوهري في تفسير قوله مشاش المهر‏:‏ يقال هو عَظْم في زُوْر

الفرس‏.‏ مَهْرَةُ بن حَيْدان‏:‏ أَبو قبيلة، وهم حيّ عظيم، وإِبل مَهْرِيَّة

منسوبة إِليهم، والجمع مَهارِيُّ ومَهارٍ ومَهارَى، مخففة الياء؛ قال

رؤبة‏:‏به تَمَطَّتْ غَوْلَ كلِّ مِيلَهِ

بنا حَراجِيجُ المَهارَى النُّفَّهِ

وأَمْهَرَ الناقةَ‏:‏ جلعها مَهْرِيَّة‏.‏ والمَهْرِيَّة‏:‏ ضَرْب من الحِنْطَة، قال أَبو حنيفة‏:‏ وهي حمراء، وكذلك سَفاها، وهي عظيمة السُّنْبُلِ

غَلِيظة القَصَب مُرَبَّعة‏.‏ وماهِرٌ ومُهَيْر‏:‏ اسمان‏.‏

ومَهْوَرٌ‏:‏ موضع؛ قال ابن سيده‏:‏ وإِنما حملناه على فَعْوَل دون مَفْعل

من هار يَهُورُ لأَنه لو كان مفعلاً منه كان مُعْتَلاًّ ولا يحمل على

مُكرَّرِه لأَن ذلك شاذ للعلمية‏.‏ ونَهْرُ مِهْرانَ‏:‏ نَهر بالسند، وليس بعربي‏.‏

الجوهري‏:‏ المَهِيرَةُ الحُرّةُ، والمَهائِرُ الحرائِرُ، وهي ضِدُّ

السَّرائرِ‏.‏

مور‏:‏ مار الشيءُ يَمورُ مَوْراً‏:‏ تَرَهْيَأَ أَي تحرّك وجاء وذهب كما

تتكفأُ النخلة العَيْدانَةُ، وفي المحكم‏:‏ تَردّدَ في عَرْض؛ والتَّمَوُّرُ

مثله‏.‏

والمَوْرُ‏:‏ الطريق؛ ومنه قول طرفة‏:‏

تُبارِي عِتاقاً ناجِياتٍ، وأَتْبَعَتْ

وَظِيفاً وظِيفاً فَوْقَ مَوْرٍ مُعَبَّدِ

تُبارِي‏:‏ تُعارِض‏.‏ والعِتاقُ‏:‏ النُّوقُ الكِرامُ‏.‏ والناجِياتُ‏:‏

السريعاتُ‏.‏ والوظيفُ‏:‏ عظم الساق‏.‏ والمُعَبَّدُ‏:‏ المُذَلَّلُ‏.‏ وفي المحكم‏:‏

المَوْرُ الطريق المَوطوء المستوي‏.‏ والمور‏:‏ المَوْجُ‏.‏ والمَوْرُ‏:‏ السرْعة؛ وأَنشد‏:‏

ومَشْيُهُنَّ بالحَبِيبِ مَوْر

ومارَتِ الناقةُ في سيرها مَوْراً‏:‏ ماجَتْ وتَردّدتْ؛ وناقة مَوَّارَةُ

اليد، وفي المحكم‏:‏ مَوَّارَةٌ سَهْلَةُ السيْرِ سَرِيعة؛ قال عنترة‏:‏

خَطَّارَةٌ غِبَّ السُّرى مَوَّارَةٌ، تَطِسُ الإِكامَ بِذاتِ خُفٍّ مِيثم

وكذلك الفرس‏.‏ التهذيب‏:‏ المُورُ جمع ناقة مائِرٍ ومائِرَةٍ إِذا كانت

نَشِيطة في سيرها قَتْلاءَ في عَضُدها‏.‏ والبعير يَمُورُ عضداه إِذا تَردّدا

في عَرْضِ جنبه؛ قال الشاعر‏:‏

على ظَهْرِ مَوَّارِ المِلاطِ حِصانِ

ومارَ‏:‏ جَرى‏.‏ ومارَ يَمورُ مَوْراً إِذا جعل يَذْهَبُ ويجيء ويَتَردّد‏.‏

قال أَبو منصور‏:‏ ومنه قوله تعالى‏:‏ يوم تَمُورُ السماءُ مَوْراً وتسير

الجبال سيراً؛ قال في الصحاح‏:‏ تَمُوجُ مَوْجاً، وقال أَبو عبيدة‏:‏ تَكَفَّأُ، والأَخفش مثله؛ وأَنشد الأَعشى‏:‏

كأَنّ مِشْيَتَها منْ بَيْتِ جارَتِها

مَوْرُ السَّحابةِ، لا رَيْثٌ ولا عَجَلُ

الأَصمعي‏:‏ سايَرْتُه مسايَرةً ومايَرْتُه مُمايَرةً، وهو أَن تفْعل مثل

ما يَفْعل؛ وأَنشد‏:‏

يُمايِرُها في جَرْيِه وتُمايِرُهْ

أَي تُبارِيه‏.‏ والمُماراةُ‏:‏ المُعارَضةُ‏.‏ ومار الشيءُ مَوْراً‏:‏ اضْطَرَب

وتحرّك؛ حكاه ابن سيده عن ابن الأَعرابي‏.‏ وقولهم‏:‏ لا أَدْري أَغارَ أَمْ

مارَ أَي أَتى غَوْراً أَم دارَ فرجع إِلى نَجْد‏.‏ وسَهْم مائِرٌ‏:‏

خَفِيفٌ نافِذٌ داخِلٌ في الأَجسام؛ قال أَبو عامر الكلابي‏:‏

لَقَدْ عَلِم الذِّئْبُ، الذي كان عادِياً

على الناسِ، أَنِّي مائِرُ السَّهْم نازِعُ

ومَشْيٌ مَوْرٌ‏:‏ لَيِّنٌ‏.‏ والمَوْرُ‏:‏ ترابٌ‏.‏ والمَور‏:‏ أَنْ تَمُورَ به الرِّيحُ‏.‏

والمُورُ، بالضم‏:‏ الغُبارُ بالريح‏.‏ والمُورُ‏:‏ الغُبارُ المُتَرَدِّدُ، وقيل‏:‏ التراب تُثيرُه الريحُ، وقد مارَ مَوْراً وأَمارَتْه الريحُ، وريحٌ

موَّارة، وأَرياحٌ مُورٌ؛ والعرب تقول‏:‏ ما أَدْري أَغارَ أَمْ مارَ؛ حكاه

ابن الأَعرابي وفسره فقال‏:‏ غار أَتى الغَوْرَ، ومارَ أَتى نَجْداً‏.‏

وقَطاةٌ مارِيَّةٌ‏:‏ مَلْساءُ‏.‏ وامرأَةٌ مارِيَّةٌ‏:‏ بيضاءُ بَرَّاقَةٌ كأن اليَدَ تَمُورُ عليها أَي تَذهَبُ وتَجِيءُ، وقد تكون المارِيَّةُ فاعُولة

من المَرْيِ، وهو مذكور في موضعه‏.‏

والمَوْرُ‏:‏ الدَّوَرانُ‏.‏ والمَوْرُ‏:‏ مصدر مُرْتُ الصُّوفَ مَورْاً إِذا

نَتَفْتَهُ وهي المُوَارَةُ والمُراطَةُ‏:‏ ومُرْتُ الوَبَرَ فانْمار‏:‏

نَتَفْتُهُ فانْتَتَفَ‏.‏

والمُوارَةُ‏:‏ نَسِيلُ الحِمارِ، وقد تَمَوَّرَ عنه نَسِيلُه أَي سقط‏.‏

وانمارَتْ عقِيقةُ الحِمار إِذا سقطت عنه أَيامَ الربيعِ‏.‏ والمُورَة

والمُوارَةُ‏:‏ ما نَسَلَ من عَقِيقَةِ الجحش وصُوفِ الشاةِ، حيَّةً كانت أَو

مَيِّتَةً؛ قال‏:‏

أَوَيْتُ لِعَشْوَةٍ في رأْسِ نِيقٍ، ومُورَةِ نَعْجَةٍ ماتَتْ هُزالا

قال‏:‏ وكذلك الشيء يسقط من الشيء والشيءُ يفنى فيبقى منه الشيء‏.‏ قال

الأَصمعي‏:‏ وقع عن الحمار مُوارَتُه وهو ما وقع من نُسالهِ‏.‏

ومارَ الدمْعُ والدمُ‏:‏ سال‏.‏ وفي الحديث عن ابن هُرْمُز عن أَبي هريرة عن

رسول الله،صلى الله عليه وسلم، أَنه قال‏:‏ مَثَلُ المُنْفِقِ والبخيلِ

كمثلِ رجلين عليهما جبتان من لدن تراقيهما إِلى أَيديهما، فأَما المُنْفِقُ

فإِذا أَنْفَقَ مارَتْ عليه وسَبَغَتْ حتى تَبلُغَ قَدَمَيْهِ وتَعْفُوَ

أَثَرَه، وأَما البخيل فإِذا أَراد أَن يُنْفِق أَخذَتْ كلُّ حَلْقَةٍ

مَوْضِعَها ولَزِمَتْه فهو يريد أَن يُوسِّعَها ولا تَتَّسِع؛ قال أَبو

منصور‏:‏ قوله مارت أَي سالت وتردّدت عليه وذهبت وجاءت يعني نفقته؛ وابن هُرْمُز هو عبد الرحمن بن هرمز الأَعرج‏.‏ وفي حديث ابن الزبير‏:‏ يُطْلَقُ

عِقالُ الحَرْبِ بكتائِبَ تَمُورُ كرِجْلِ الجراد أَي تتردّد وتضطرب لكثرتها‏.‏

وفي حديث عِكْرِمة‏:‏ لما نُفِخ في آدمَ الروحُ مارَ في رأْسِهِ فَعَطَسَ

أَي دار وتَردّد‏.‏ وفي حديث قُسٍّ‏:‏ ونجوم تَمُورُ أَي تَذهَبُ وتجيء، وفي حديثه أَيضاً‏:‏ فتركت المَوْرَ وأَخذت في الجبل؛ المَوْرُ، بالفتح‏:‏

الطريق، سمي بالمصدر لأَنه يُجاء فيه ويُذهب، والطعنة تَمُورُ إِذا مالت

يميناً وشمالاً، والدِّماءُ تَمورُ على وجه الأَرض إِذا انْصَبَّتْ

فتردّدت‏.‏ وفي حديث عديِّ بن حاتم‏:‏ أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال له‏:‏

أَمِرِ الدمَ بما شئت، قال شمر‏:‏ من وراه أَمِرْهُ فمعناه سَيِّلْه

وأَجْرِه؛ يقال‏:‏ مارَ الدمُ يَمُورُ مَوْراً إِذا جَرى وسال، وأَمَرْتُه أَنا؛ وأَنشد‏:‏

سَوْفَ تُدْنِيكَ مِنْ لَمِيسَ سَبَنْدا

ةٌ أَمارَتْ، بالبَوْلِ، ماءَ الكِراضِ

ورواه أَبو عبيد‏:‏ امْرِ الدمَ بما شئت أَي سيِّله واسْتَخْرِجْه، من مَرَيْت الناقةَ إِذا مَسَحْتَ ضَرْعها لتَدُرَّ‏.‏ الجوهري‏:‏ مار الدمُ على

وجه الأَرض يَمُورُ مَوْراً وأَمارَه غيرُه؛ قال جرير بن الخَطَفى‏:‏

نَدَسْنا أَبامَنْدُوسَةَ القَيْنَ بالقَنَا، ومارَ دمٌ منْ جارِ بَيْبَةَ ناقِعُ

أَبو مَنْدُوسَة‏:‏ هو مُرَّة بن سُفيان بن مُجاشع، ومجاشع قبيلة الفرزدق، وكان أَبو مندوسة قتله بنو يَرْبوع يوم الكُلابِ الأَوّل‏.‏ وجارُ

بَيْبَةَ‏:‏ هو الصِّمَّة بن الحرث الجُشَمي قتله ثعلبة اليربوعي، وكان في جِوار

الحرث ابن بيبة بن قُرْط بن سفيان بن مجاشع‏.‏ ومعنى نَدَسْناه‏:‏ طعنَّاه‏.‏

والناقِعُ‏:‏ المُرْوي‏.‏ وفي حديث سعيد بن المسبب‏:‏ سئل عن بعير نحروه بعُود

فقال‏:‏ إِن كان مارَ مَوْراً فكلوه، وإِنْ ثَرَّدَ فلا‏.‏ والمائِراتُ‏:‏

الدماءُ في قول رُشَيْدِ بنِ رُمَيْض، بالضاد والصاد معجمة وغير معجمة، العنزي‏:‏حَلَفْتُ بِمائِراتٍ حَوْلَ عَوْضٍ، وأَنْصابٍ تُرِكْنَ لَدَى السَّعِيرِ

وعَوْضٌ والسَّعِيرُ‏:‏ صنمان‏.‏ ومارَسَرْجِسَ‏:‏ موضع وهو مذكور أَيضاً في موضعه‏.‏ الجوهري‏:‏ مارَسَرْجِسَ من أَسماء العجم وهما اسمان جعلا واحداً؛ قال الأَخطل‏:‏

لما رأَوْنا والصَّلِيبَ طالِعاً، ومارَسَرْجِيسَ ومَوْتاً ناقِعا، خَلَّوْا لَنا زَاذانَ والمَزارِعا، وحِنْطَةً طَيْساً وكَرْماً يانِعا، كأَنما كانوا غُراباً واقِعا

إِلا أَنه أَشبع الكسرة لإِقامة الوزن فتولدت منها الياء‏.‏ ومَوْرٌ‏:‏

موضع‏.‏ وفي حديث ليلى‏:‏ انْتَهَيْنَا إِلى الشُّعَيْثَة فَوَجَدْنا سفينةً قد

جاءت من مَوْرٍ؛ قيل‏:‏ هو اسم موضع سمي به لِمَوْرِ الماء فيه أَي

جَرَيانهِ‏.‏

مير‏:‏ المِيرَةُ‏:‏ الطعامُ يَمْتارُه الإِنسان‏.‏ ابن سيده‏:‏ المِيرَةُ جَلَب

الطعام، وفي التهذيب‏:‏ جلَب الطعام للبيع؛ وهم يَمتارُون لأَنفسهم

ويَمِيرُون غيرهم مَيْراً، وقد مار عيالَه وأَهلَه يَمِيرُهم مَيْراً وامْتارَ

لهم‏.‏ والمَيَّارُ‏:‏ جالبُ المِيرَة‏.‏ والمُيَّارُ‏:‏ جَلاّبة ليس بِجمْعِ

مَيَّار إِنما هو جمع مائِرٍ‏.‏ الأَصمعي‏:‏ يقال مارَه يمُورُه إِذا أَتاه

بِمِيرَة أَي بطعام، ومنه يقال‏:‏ ما عنده خَيْر ولا مَيْر، والامْتِيارُ

مِثلُه، وجمع المائِر مُيَّارٌ مثل كُفَّارٍ، ومَيَّارَةٌ مثل رَجَّالةٍ، يقال‏:‏نحن ننتظر مَيَّارَتَنا ومُيَّارَنا‏.‏ ويقال للرُّفْقة التي تنهض من البادية إِلى القُرى لِتَمْتار‏:‏ مَيَّارَةٌ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ والحَمُولَة

المائِرَةُ لهم لاغِيةٌ؛ يعني الإِبل التي تُحْمَلُ عليها الميرة وهي الطعام

ونحوه مما يجلب للبيع، لا يُؤْخَذُ منها زكاةٌ لأَنها عَوامِلُ‏.‏ ويقال

مارَهم يَمِيرُهم إِذا أَعطاهم الميرة‏.‏

وتمايَرَ ما بينهم‏:‏ فَسَدَ كتماءَرَ‏.‏ وأَمارَ أَوداجَه‏:‏ قطعها؛ قال ابن سيده‏:‏ على أَن أَلف أَمارَ قد يجوز أَن تكون منقلبة من واو لأَنها عين‏.‏

وأَمارَ الشيءَ‏:‏ أَذابَه‏.‏ وأَمار الزعفرانَ‏:‏ صَبَّ فيه الماء ثم دافَه؛ قال الشماخ يصف قوساً‏:‏

كأَنّ عليها زَعْفَرَاناً تُمِيرُه

خَوازِنُ عَطَّارٍ يَمانٍ كوانِزُ

ويروى‏:‏ ثمان، على الصفة للخوزان‏.‏ ومِرْتُ الدواءَ‏:‏ دُفْتُه‏.‏ ومِرْتُ

الصُّوفَ مَيْراً‏:‏ نفشْتُه‏.‏ والمُوارَةُ‏:‏ ما سقط منه، وواوه منقلبة عن ياء

للضمة التي قبلها‏.‏ ومَيَّارٌ‏:‏ فَرس قُرطِ بن التَّوْأَم‏.‏

نار‏:‏ نارَتْ نائِرَةٌ في الناس‏:‏ هاجَتْ هائجة، قال‏:‏ ويقال نارت بغير

همز، قال ابن سيده‏:‏ وأُراه بدلاً‏.‏ والنَّؤُورُ‏:‏ دخان الشحْم‏.‏ والنَّؤُورُ‏:‏

النِّيلَنْجُ؛ عن ابن الأَعرابي‏.‏

نبر‏:‏ النَّبْرُ بالكلامِ‏:‏ الهَمْز‏.‏ قال‏:‏ وكلُّ شيء رفع شيئاً، فقد

نَبَرَه‏.‏ والنبْرُ‏:‏ مصدر نَبَرَ الحَرْفَ يَنْبِرُه نَبْراً هَمَزَه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ قال رجل للنبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏ يا نَبيءَ الله، فقال‏:‏ لا

تَنْبِر باسمي أَي لا تَهْمِزْ، وفي رواية‏:‏ فقال إِنَّا معْشَرَ قريش لا

نَنْبِرُ؛ والنبْرُ‏:‏ هَمْزُ الحرْفِ ولم تكن قريش تَهْمِزُ في كلامها‏.‏ ولما حج

المهدي قدّم الكسائي يصلي بالمدينة فهمز فأَنكر أَهل المدينة عليه

وقالوا‏:‏ تنبرُ في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقرآن‏.‏ والمَنْبور‏:‏

المهموز‏.‏ والنبْرَةُ‏:‏ الهَمْزَةُ‏.‏ وفي حديث عليّ، عليه السلام‏:‏ أطْعُنُوا

النَّبْرَ وانظروا الشَّزْرَ؛ النبرُ الخَلْسُ، أَي اخْتَلِسُوا الطعْنَ‏.‏

ورجل نَبَّارٌ‏:‏ فصيحُ الكلامِ، ونَبَّارٌ بالكلام‏:‏ فصيح بَلِيغٌ، وقال

اللحياني‏:‏ رجل نبار صَيَّاحٌ‏.‏ ابن الأَنباري‏:‏ النبْر عند العرب ارتفاع

الصوت‏.‏ يقال‏:‏ نَبَرَ الرجلُ نبْرَةً إِذا تكلم بكلمة فيها عُلُوٌّ؛ وأَنشد‏:‏إِنِّي لأَسمَعُ نبْرَةً من قَوْلِها، فأَكادَ أَن يُغْشَى عليّ سُرُورا

والنبْرُ‏:‏ صيحة الفَزَعِ‏.‏ ونبرة المغني‏:‏ رفع صوْتِه عن خَفْضٍ‏.‏ ونَبرَ

الغلامُ‏:‏ تَرَعْرَعَ‏.‏ والنبرة‏:‏ وسَطُ النُّقْرَةِ‏.‏ وكل شيء ارتفع من شيء‏:‏

نَبْرَة لانْتباره‏.‏ والنبرَةُ‏:‏ الورم في الجَسدِ، وقد انتبر‏.‏ ومنه حديث

عمر، رضي الله عنه‏.‏ إِياكم والتخلُّلَ بالقَصَب فإِن الفمَ يَنْتَبِرُ منه

أَي يَتَنَفَّطُ‏.‏ وكلُّ مرتَفِع مُنْتَبِرٌ‏.‏ وكلُّ ما رفَعْتَهُ، فقد

نبرْتَه تنبِره نبْراً‏.‏ وانتبر الجرحُ‏:‏ ارتفَعَ وورِمَ‏.‏ الجوهري‏:‏ نبَرْتُ

الشيءَ أَنبِره نبْراً رفعتُه‏.‏ وفي حديث‏:‏ نَصَلَ رافعُ بن خَدِيجٍ غير

أَنه بقيَ مُنتبراً أَي مرتفِعاً في جسمه‏.‏ وانتَبَرتْ يدُه أَي تنفطت‏.‏ وفي الحديث‏:‏ إِن الجرح ينتبر في رأْس الحول أَي يَرم‏.‏

والمِنْبَرُ‏:‏ مَرْقاةُ الخاطب، سمي مِنْبَراً لارتفاعه وعُلُوِّه‏.‏

وانتبر الأَميرُ‏:‏ ارتفع فوق المنبر‏.‏

والنُّبَرُ‏:‏ اللُّقَمُ الضِّخامُ؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد‏:‏

أَخذتُ من جَنْبِ الثَّرِيدِ نُبَرا

والنَّبِيرُ‏:‏ الجُبْنُ، فارسي، ولعل ذلك لِضِخَمه وارتفاعه؛ حكاه

الهَرَوِيُّ في الغريبين‏.‏

والنَّبُورُ‏:‏ الاسْتُ؛ عن أَبي العَلاءِ؛ قال ابن سيده‏:‏ وأَرى ذلك

لانْتِبارِ الأَلْيَتَيْنِ وضِخَمِهِما‏.‏

ونَبَرَه بلسانه ينبِرهُ نبْراً‏:‏ نال منه‏.‏ ورجل نَبْرٌ‏:‏ قليل الحياءِ

يَنْبرُ الناسَ بلسانه‏.‏ والنِّبْرُ‏:‏ القُرادُ، وقيل‏:‏ النِّبر، بالكسر، دُوَيْبَّة شبيهة بالقراد إِذا دَبَّتْ على البعير تورَّمَ مَدَبُّها، وقيل‏:‏

النِّبْر دوَيْبَّة أَصغر من القراد تلْسَعُ فينتبر موضع لسعتها ويَرِمُ، وقيل‏:‏ هو الحُرْقُوص، والجمع نِبارٌ وأَنبارٌ؛ قال الراجز وذكر إِبلاً

سَمِنَتْ وحملت الشُّحومَ‏:‏

كأَنها من بُدُنٍ واسْتِيقارْ، دَبَّتْ عليها ذَرِباتُ الأَنبارْ

يقول‏:‏ كأَنها لَسعَتْها الأَنبار فورِمَتْ جُلُودُها وحَنَِطَتْ؛ قال

ابن بري‏:‏ البيتُ لِشَبِيبِ بن البَرْصاءِ، ويروى عارِماتُ الأَنْبار، يريد

الخَبِيثاتِ، مأْخوذ من العُرامِ؛ ومن روى ذَرِباتُ فهو مأْخوذ من الذَّرَبِ وهو الحِدَّةُ، ويروى كأَنها من سِمَنٍ وإِيقار؛ وقوله من بُدُنٍ

واسْتِيقار، هو بمعنى إِيقارٍ يريد أَنها قد أُوقِرَتْ من الشَّحْم، وقد روي

أَيضاً واسْتِيفار، بالفاء، مأْخوذ من الشيء الوافِرِ‏.‏ وفي حديث حذيفة

أَنه قال‏:‏ تُقْبَضُ الأَمانةُ من قلْبِ الرجلِ فَيَظَلُّ أَثَرُها كأَثر

جَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ على رِجْلِكَ فَنَفِطَ تراه مُنْتَبِراً وليس فيه

شيءٌ؛ قال أَبو عبيد‏:‏ المُنْتَبِرُ المُتَنَفِّطُ‏.‏

والنِّبْرُ‏:‏ ضَرْبٌ مِنَ السِّباعِ‏.‏ الليث‏:‏ النِّبْرُ مِنَ السِّباعِ

ليس بِدُبٍّ ولا ذِئْبٍ؛ قال أَبو منصور‏:‏ ليس النِّبْرُ من جنس السِّباعِ

إِنما هي دابَّة أصْغَرُ من القُرادِ، قال‏:‏ والذي أَراد الليثُ البَبْر، بباءين؛ قال‏:‏ وأَحْسَبُهُ دَخِيلاً وليس من كلام العرب، والفُرْسُ

تُسَمِّيه بقرا‏.‏

والأَنْبارُ‏:‏ أَهْراءُ الطَّعامِ، واحدُها نَبْرٌ، ويُجْمَعُ أَنابِيرَ

جمعَ الجمع، ويسمى الهُرْيُ نِبْراً لأَن الطعامَ إِذا صُبَّ في موضعه

انْتَبَرَ أَي ارتَفَعَ‏.‏ وأَنبارُ الطعام‏:‏ أَكْداسُهُ، واحدُها نِبْرٌ مثلُ

نِقسٍ وأَنْقاسٍ‏.‏ والأَنبارُ‏:‏ بيتُ التاجر الذي يُنَضِّدُ فيه مَتاعَهُ‏.‏

والأَنبارُ‏:‏ بَلَدٌ، ليس في الكلام اسمٌ مُفْردٌ على مثال الجمعِ غيرُ

الأَنبارِ والأَبْواءِ والأَبْلاءِ، وإِن جاء فإِنما يجيءُ في أَسماءِ

المواضع لأَن شَوَاذَّها كثيرةٌ، وما سوى هذه فإِنما يأْتي جمعاً أَو صفةً، كقولهم‏:‏ قِدْرٌ أَعْشارٌ وثوبٌ أَخلاقٌ وأَسمالٌ وسراويلُ أَسماطٌ ونحو

ذلك‏.‏ والأَنبارُ‏:‏ مواضِعُ معروفةٌ بين الرِّيفِ والبَرِّ، وفي الصحاح‏:‏

وأَنْبار اسم بَلَدٍ‏.‏

نتر‏:‏ النَّتْرُ‏:‏ الجَذْبُ بِجَفاءٍ، نَتَرَهُ يَنْتُرُه نَتْراً

فانْتَترَ‏.‏ واسْتَنْترَ الرجلُ من بَوْلِهِ‏:‏ اجْتَذَبَهُ واستخرج بقيته من الذَّكَرِ عند الاستنجاء‏.‏ وفي الحديث‏:‏ إِذا بال أَخدكم فلْيَنْتُرْ ذكَرَهُ

ثلاث نَتَراتٍ يعني بعد البول؛ هو الجَذْب بقوّة‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَما

أَحدُهما فكان لا يَسْتَنْتِرُ من بولِهِ‏.‏ قال الشافعي في الرجل يَسْتَبْرِئُ

ذَكَرَهُ إِذا بال‏:‏ أَن يَنْتُرَهُ نَتْراً مرة بعد أُخرى كأَنه

يجتَذِبُهُ اجتذاباً‏.‏ وفي النهاية‏:‏ في الحديث‏:‏ إِنّ أَحدكم يُعَذَّبُ في قبره، فيقالُ إِنه لم يكن يَسْتَنْتِرُ عند بوله؛ قال‏:‏ الاسْتِنْتارُ اسْتِفْعالٌ

من النَّتْرِ، يريد الحِرْصَ عليه والاهتمامَ به، وهو بَعْثٌ على

التَّطَهُّرِ بالاستبراءِ من البول‏.‏ ونَتَرَ الثوبَ نَتْراً‏:‏ شَقَّهُ بأَصابعه

أَو أَضراسه‏.‏ وطَعْنٌ نَتْرٌ‏:‏ مبالَغٌ فيه كأَنه ينتُر ما مر به في المطعون؛ قال ابن سيده‏:‏ وأُراه وُصِفَ بالمصدر‏.‏

ابن السكيت‏:‏ يقال رَمْيٌ سَعْرٌ وضَرْبٌ هَبْرٌ وطَعْنٌ نَتْرٌ، وهو مثْلُ الخَلْسِ يَخْتَلِسُها الطاعنُ اختلاساً‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ النَّتْرَةُ

الطعنةُ النافِذةُ‏.‏ وفي حديث عليّ، كرم الله وجهه، قال لأَصحابه‏:‏

اطْعُنُوا النَّتْرَ أَي الخَلْسَ وهو من فعل الحُذَّاق؛ يقال‏:‏ ضَرْبٌ هَبْرٌ

وطَعْنٌ نَتْرٌ، ويروى بالباء بدل التاء‏.‏

والنَّتَرُ، بالتحريك‏:‏ الفسادُ والضَّياعُ؛ قال العجاج‏:‏

واعلم بأَن ذَا الجَلالِ قَدْ قَدَرْ، في الكُتُبِ الأُولى التي كان سَطَرْ، أَمْرَكَ هذا، فاجْتَنِبْ منه النَّتَرْ

والنَّتْرُ‏:‏ الضَّعْفُ في الأَمْرِ والوَهْنُ، والإِنسانُ يَنْتُرُ في مشيِه نَتْراً كأَنه يَجْذِبُ شيئاً‏.‏ ونَتَرَ في مِشْيَتِهِ وانْتَتَرَ‏:‏

اعتمد‏.‏ والنَّواتِرُ‏:‏ القِسِيُّ المنقطعةُ الأَوتارِ‏.‏ وقَوْسٌ ناتِرَةٌ‏:‏

تَقْطَعُ وتَرَها لصلابتها؛ قال الشماخ بن ضرار يصف حماراً أَوْرَدَ

أُتُنَه الماءَ فلما رَوِيَتْ ساقها سَوْقاً عنِيفاً خوفاً من صائدٍ

وغيره‏:‏فَجالَ بها من خِيفَةِ المَوْتِ والِهاً، وبادَرَها الخَلاَّتِ أَيَّ مُبادَرِ

يَزُرُّ القَطَا منها، ويضْرِبُ وجْهَهُ

قَطُوفٌ بِرِجْلٍ، كالقِسِيّ النَّوَاتِرِ

قال ابن بري‏:‏ والذي في شعره‏:‏

‏.‏‏.‏‏.‏ يُضْرب وجْهُهُ

بِمُخْتَلِفاتٍ كالقِسِيِّ النَّوَاتِرِ

وقوله يَزُرُّ‏:‏ يَعَضُّ‏.‏ والقطا‏:‏ جمع قَطاةٍ وهو موضِعُ الرِّدْفِ‏.‏

والخلات‏:‏ جمعُ خَلٍّ وهو الطريق في الرمل، كلما عَضَّ الحمارُ أَكفالَ

الأُتُنِ نَفَحَتْه بأَرجلها‏.‏ والقَطُوفُ من الدوابِّ‏:‏ البطيءُ السَّيْرِ؛ يريد

أَن الأُتُنَ لما رَوِيَتْ من الماءِ وامتلأَت بطونُها منه بَطُؤَ

سَيْرُها‏.‏